في أقل من أسبوعين، تعرّض الموسيقي المصري مصطفى كامل لانتقادات حادة بسبب أدائه كنقيب للموسيقيين. منصب وصل إليه بالتزكية في حزيران (يونيو) الماضي بعد أشهر عدّة جلس خلالها على كرسي النقيب موقتاً، على إثر استقالة الفنان هاني شاكر في تشرين الأوّل (أكتوبر) من العام الماضي. كامل ليس غريباً على النقابة، إذ سبق أن فاز بالمنصب في أيّار (مايو) 2013، قبل أن يعود مجدداً بعد نحو عشر سنوات مع فارق أساسي، وهو التأثير الذي أحدثته مواقع التواصل الاجتماعي في ما يتعلّق بكل القضايا الجدلية. تأثير لم ينتبه إليه كامل الذي عاد بالفريق الإعلامي القديم نفسه وبأداء معدوم على السوشل ميديا. آخر الحملات الساخرة التي طالته مرتبطة باضطراره إلى توزيع لقطة Print Screen من رسالة تلقّاها عبر «فايسبوك مسنجر» لأمنية، ابنة المطرب إيمان البحر درويش، يُطالب فيها برقمها للتواصل والاطمئنان على والدها. كما أنّه أرفق البيان الصحافي الصادر عن تحرّك النقابة بخصوص الصورة الجدلية لدرويش على سرير المريض بمقطع فيديو عبارة عن تسجيل للشاشة (Screen Record) يثبت أنّه حاول الاتصال بأرقام درويش لكّنه لم يلق ردّاً من أيّ منها. يرجع هذا الأداء المستغرب إلى تخوّف كامل من اتهامه بتعمّد عدم التواصل بسبب النزاع الذي جرى قبل عشر سنوات بينه وبين ودرويش، على إثر إقصاء الأخير للأوّل في انتخابات النقابة. وقبل ذلك بأيّام، اضطر كامل للتوضيح أنّه لم يتعمّد إجبار الفنان أحمد سعد على إصدار بيان اعتذار بشأن أزمته في تونس (الأخبار 6/7/2023)، وبرّر صدور البيان بهذه الصيغة بعدم رؤيته الصورة كاملة حول أنّ سعد هو الذي تعرّض للتضييق هناك من قبل منظّمة حفلته في بنزرت، ما أوحى بعدم تفرّغه لاستيعاب الأزمات. وهو ما تكرر عندما غاب عن جنازة وعزاء المطرب علاء عبد الخالق زاعماً تعرّضه لأزمة صحية، على الرغم من صدور تصريحات أخرى له حول ارتباطه بمهمة عمل في الساحل الشمالي. هنا، برزت إلى الواجهة مقارنات فورية بينه وبين نقيب الممثلين، أشرف زكي، الذي لا يترك أي جنازة لأي فنان ولو كان مغموراً إلا ويشارك فيها، بينما غاب نقيب الموسيقيين عن وداع أحد أبرز مطربي التسعينيات. تزامن ذلك مع عدم تدخّل مصطفى كامل في مصالحة علي الحجّار ومدحت صالح في أزمة مشروع «100 سنة غنا»، ولا بين عمرو مصطفى ورامي صبري في خلاف حول سرقة أحد الألحان. وسارع بالإعلان عن إنهاء خلاف بين المغنيَيْن الشعبيَيْن رضا البحراوي وياسر الرماح، وهي أزمة لم تستحل قضية رأي عام أساساً، وبالتالي فإنّ الدخول على خطّها لا يعني شيئاً للمنتقدين.
في ضوء كل ما سبق، الصدام مستمر بين مصطفى كامل ومغني الراب والتراب، وفي مقدّمتهم «ويجز»، بسبب الإصرار على إخضاعهم لإجراءات بيروقراطية معقدة مع كل حفلة جديدة، فيما نجح كامل فقط في استيعاب أزمات مطربي المهرجانات مثل حسن شاكوش وحمو بيكا. وهي الفئة التي تصادم معها كثيراً سلفه هاني شاكر، ما أعطى انطباعاً بأنّه نقيب للموسيقيين الشعبيين حصراً. وفي هذا السياق، يُطلق عليه المنتقدون دائماً لقب «قشطة يابا»، وهو اسم فيلم وأغنية شعبية قدّمهما كامل عام 2004.
ما يجري في النقابة التي تأسّست في أربعينيات القرن الماضي، يعكس زاوية من الصورة المظلمة التي يعيشها الفن المصري على مستويات عدّة. فـ«نقابة السينمائيين المصريين» ترزح تحت الخمول في ظلّ إدارة النقيب مسعد فودة، فيما تعاني المهرجانات المصرية السينمائية والمسرحية من أزمات كثيرة. على سبيل المثال، يتراجع «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي» أمام «مهرجان البحر الأحمر» في السعودية، ويعاني من سوء إدارة أنتج عدم الإعلان حتى الآن عن أبرز ملامح دورته المنتظرة في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، خلافاً للمعتاد، بسبب أزمة مالية خانقة. علماً أنّ الكشف عن هذه المعلومات كان يتمّ كل صيف.
أمّا الاستثناء الوحيد، فيكمن في أداء «نقابة الممثلين المصريين». استثناء مرتبط بشخص أشرف زكي وخبرته النقابية الطويلة وشخصيّته المؤثّرة مع كل النجوم، بشكل يفرض القلق على المتابعين في حال تولّى أمر النقابة مسؤول من طراز «قشطة يابا».