لا تزال طاحونة الإيرادات دائرة في شباك التذاكر المصري رغم مرور ثلاثة أسابيع تقريباً على طرح أفلام العيد. لكن التأثير السلبي الأكبر ناله فيلم «مستر إكس» (كتابة أمجد الشرقاوي، إخراج أحمد عبد الوهاب) للممثل الكوميدي أحمد فهمي وزوجته هنا الزاهد، بعدما تذيّل قائمة إيرادات موسم عيد الأضحى في مصر، إذ لم يحقق سوى نصف مليون دولار، ما يعادل أقل من 10 في المئة من إجمالي مداخيل الشباك المصري هذا الموسم. وكانت المفاجأة الأكبر عدم طرحه في السعودية خلال العيد وترك الساحة السينمائية لثلاثة أشرطة، هي: «بيت الروبي» (إخراج بيتر ميمي) و«تاج» (إخراج سارة وفيق) و«البعبع» (إخراج حسين المنباوي).
يواجه الممثل والمغني المصري بتهمة تزوير إيرادات فيلمه الأخير

على أن يبدأ عرض «مستر إكس» في المملكة، غداً الأربعاء. أمر يفقده ــ رقمياً ــ التوازن مع الأعمال المنافسة، إذ لا تُضاف المداخيل السعودية إلى حصيلته. وهو ما دفع منتج الفيلم أحمد السبكي للانفعال خلال جولة ترويجية للشريط في الإمارات الأسبوع الماضي وإطلاق تصريحات نارية ضدّ المغني والممثل تامر حسني. ظهر السبكي في أكثر من برنامج، مؤكّداً أنّ حسني «أكبر مزوّر للإيرادات». وذهب في إحدى المقابلات بعيداً، مؤكّداً أنّ الكل يزوّر باستثناء القائمين على «بيت الروبي» لأنّ النجم كريم عبد العزيز «لا يفعل ذلك». والتزوير الذي يقصده المنتج الأكثر حضوراً في السينما المصرية خلال العقدَيْن الأخيرَيْن، هو التلاعب بالأرقام المصدّرة للجمهور للإيحاء بأنّها أكبر من الحقيقة (الأخبار 10/7/2023). غير أنّ السبكي تراجع سريعاً عن هذه التصريحات، وخصوصاً أنّ «تاج» محسوب على «الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية» (تابعة للاستخبارات المصرية) من خلال ذراعها السينمائية «سينرجي فيلمز»، ما وضع منتج «مستر إكس» في صدام مباشر مع أكبر شركة للإنتاج الدرامي والبرامجي في البلاد.
وأصدر السبكي بياناً ينفي فيه صدور هذه التصريحات عنه، معتبراً أنّ مقاطع الفيديو التي توثّق كلامه بالصوت والصورة «مختلقة بواسطة الذكاء الاصطناعي»! هكذا، يكون السبكي أوّل فنان مصري يستخدم التقنية الحديثة للهروب من مأزق إعلامي. غير أنّه لم يكتف بالنفي، بل كلّف فريق السوشل ميديا الخاص بشركته بالعمل على حذف مقاطع الفيديو، وخصوصاً تلك التي يذكر فيها حسني بالاسم، من حسابات عدّة على فايسبوك وتيك توك وإنستغرام. وبالفعل، كتب أكثر من صحافي ومتابع للشأن السينمائي منشورات تؤكد أنّهم فوجئوا بحذف الفيديو من صفحاتهم الافتراضية، فيما حاول بعضهم إعادة تحميلها بعد تغيير الأبعاد وسرعة الصوت تلافياً لمحاولات حذف جديدة.
لم تتعدَّ إيرادات «مستر إكس» المليون دولار


دلالات عدّة تحملها هذه الأزمة التي وإن انتهت سريعاً، لكنّها ستترك أثراً على المنافسات المقبلة. أوّلاً، ترسيخ قيام تامر حسني بتضخيم إيرادات أفلامه، وهو اتهام سيطارده ولو حقق فيلمه المقبل أرباحاً ضخمة في الواقع، لأنّ الناس لم يعودوا يصدّقون الأرقام الصادرة عنه. كما أنّ خروج منتج شهير لترديد الاتهام، يكشف حالة الغضب الموجودة في كواليس السوق من الطريقة التي يعتمدها بطل فيلم «تاج»، مع أنّها لا تختلف كثيراً بالمناسبة عن طريقة محمد رمضان واستخدام مفردات على شاكلة «نمبر وان» و«النجم الأعلى أجراً». الدلالة الثالثة والأهم تكمن في إلقاء الاتهام على الآخرين وعدم البحث عن السبب الحقيقي في تراجع إيرادات «مستر إكس». إذ ما زال أحمد فهمي عاجزاً عن استعادة جماهيريّته في شباك التذاكر بعد الانفصال عن الثنائي شيكو وهشام ماجد. كما أنّ الشريط نفسه تضمّن ألفاظاً وإيحاءات اعتبرتها شريحة من الجمهور «غير مناسبة». وبالتالي، من غير المستغرب تفضيل العائلات الأفلام الأخرى. والأهم تمسّك أحمد السبكي بطريقته التقليدية في الدعاية، وعدم دعوة الصحافيين والنقاد إلى العرض الخاص. يومها، تفاخر المنتج بالنجاح في دعوة العديد من نجوم «النادي الأهلي» لكرة القدم المتصدّر لكلّ البطولات المصرية، غير أنّ أياً منهم لم يسهم في جذب الجمهور إلى الصالات.