على مدار عشرين عاماً تقريباً، وتحديداً من عام 1999 لغاية عام 2019، كان موعد كارمن شمّاس ثابتاً في فقرة يومية بعنوان «كارمن والأبراج» ضمن برنامج «عالم الصباح» الذي كان يُعرض على «تلفزيون المستقبل». كان حضور عالمة الفلك لافتاً ضمن جدول العمل الصباحي، وكانت تطلّ في تمام الساعة التاسعة صباحاً لقراءة الأبراج. حتى إنّ المشاهدين كانوا يتسمّرون أمام الشاشة الصغيرة قبل الخروج من منازلهم، للاستماع إلى توقعات أبراجهم.هكذا، أدخلت شماس علم الفلك في البرامج الصباحية، مرافقة نجاح «عالم الصباح» حتى اللحظات الأخيرة من عمر «تلفزيون المستقبل»، قبل أن يتم إغلاقه عام 1999 على إثر مشكلات عدة أدت إلى تجميده بقرار من رئيس الحكومة السابق سعد الحريري. لعبت شماس دوراً رئيسياً في استمرار «عالم الصباح»، إلى جانب فريق عمل واسع من مقدمين ومحاورين طُبعوا في ذاكرة المشاهدين، وكان من أوائل البرامج الصباحية التي عرضت على الشاشات المحلية والعربية.
بعد إغلاق «تلفزيون المستقبل» بسبب صراعات آل الحريري، تفرّغت شمّاس للتركيز على صفحاتها على السوشل ميديا وقناتها على يوتيوب، إلى جانب إصدارها كتاب الأبراج وطرحه سنوياً نهاية كل عام، لكنه أخيراً توقف بعدما وضعت ثقلها في العالم الافتراضي. كما كانت ضيفة على سهرات رأس السنة، للتحدّث عن توقعاتها للعام الجديد.
بعد مرور سنوات على غيابها عن تقديم فقرة الأبراج ضمن البرامج الصباحية، انضمّت شماس أخيراً إلى فريق البرنامج الصباحي Morning Talk الذي تعرضه قناة lbci يومياً ويضمّ فقرات تعنى بالمواضيع الثقافية والصحية والطبخ وغيرها. تتناوب على تقديم العمل التلفزيوني الذي انطلق قبل أشهر قليلة، مجموعة وجوه شبابية، لكنه لم يستطع بعد أن يثبت نفسه بين المشاريع التلفزيونية التي عرفت بها الشاشات سابقاً.
في هذا الإطار، تلفت شماس في اتصال سريع معنا بأنّها تطل يومياً في البرنامج الصباحي على شاشة بيار الضاهر، ضمن فقرتين ثابتتين. الأولى هي قراءة الأبراج اليومية، إلى جانب فقرة تعرض مرة أسبوعياً (كل إثنين) وتتشارك فيها مع مدرّب اليوغا نشأت منذر، في تقديم نصائح وتدريبات في اليوغا وعلم الطاقة. وتكشف شماس أنها لم تتخصّص فقط في علم الفلك الذي درسته متنقّلة بين كولومبيا والولايات المتحدة الأميركية وإسبانيا، بل تعمّقت أيضاً في اليوغا وعلم الطاقة، وركّزت على أهميتهما في شتى النواحي الصحية والنفسية.
وعن أوجه الشبه بين البرنامجين الصباحيين، تلفت شماس إلى أنّ «عالم الصباح» و Morning Talk متشابهان من ناحية الفكرة الأساسية التي يتم فيهما التطرّق إلى فقرات متنوعة تهم شريحة واسعة من الناس. لكن يمكن القول إنّ «عالم الصباح» هو النسخة الأصلية من البرامج الصباحية، وباقي المشاريع التي أتت من بعده كانت عبارة عن نسخات عنه. ويعتبر العمل الصباحي على lbci حالياً مشابهاً لـ «عالم الصباح» من جميع النواحي، تحديداً شكل الاستديو الذي يصوّر ويستقبل الضيوف فيه، وكذلك توزيع الفقرات والمواضيع التي يقدّمها.
لكن في ظلّ السوشل ميديا، هل لا يزال لفقرة الأبراج جمهور على الشاشة الصغيرة؟. تجيب شماس بأن فقرة الأبراج محبّبة للمشاهدين الذين اعتادوا على متابعتها يومياً منذ سنوات طويلة، ولا تزال راسخة ضمن عاداتهم ويومياتهم. كما أنّ التطور الحاصل في عالم الشاشة من خلال متابعة البرامج على هواتف المحمول، أكسبها جمهوراً واسعاً، إذ يمكنه الاطلاع على الأبراج كيفما وساعة يشاء.