مرة أخرى، يكون الإعلام اللبناني أمام امتحان لمهنيّته في تغطية قضية حسّاسة. إذ تحلّ اليوم الذكرى الثالثة لانفجار مرفأ بيروت عام 2020، وسط أجواء سياسية واقتصادية مشحونة. تلك الذكرى الأليمة تحوّلت من قضية وطنية جامعة، إلى مادة للاستغلال والتسييس من قبل غالبية وسائل الإعلام المحلّي والعربي. على مدار ثلاث سنوات، استغلت الشاشات جريمة الانفجار، وأسهمت في التضليل وتمرير رسائل سياسية لمصالح خارجية وداخلية، عبر عشرات التقارير والريبورتاجات غالبيتها غير موضوعي.
(نضال مجدلاني)

قبل أيام من الذكرى الثالثة للانفجار، فتحت القنوات اللبنانية هواءها أمام عشرات الجرحى وشهود العيان، للاستماع إلى روايتهم حول اللحظات الأخيرة التي سبقت الكارثة العظيمة. فكيف سيكون اليوم الطويل على الشاشات اللبنانية؟
في هذا السياق، أعلنت otv أمس أنها أوقفت برمجتها العادية لتعرض مكانها مشاريع خاصة من وحي المناسبة. جمّدت المحطة برامجها الفنية والترفيهية، وفتحت هواءها لتغطية بعنوان «ما مننسى 4 آب» تستمر ساعات طويلة، قبل أن تعود البرمجة العادية غداً. وصباح اليوم، تخصص otv فقرات برنامجها الصباحي «يوم جديد» للحديث عن المناسبة. يستقبل العمل الصباحي مجموعة من الجرحى، إلى جانب شهود عيان كانوا حاضرين في مسرح الفاجعة. ظهراً (16:00)، وقبيل انطلاق التظاهرة التي ينظمها أهالي الشهداء بالقرب من مرفأ بيروت، تفتح otv هواءها مباشرة لنقل الحراك، على أن يتولى مهام التغطية مجموعة مراسلين من بينهم جورج عبود، وتتابع نانسي صعب ونتالي عيسى في الاستديو. ومساءً، تتضمن نشرة الاخبار تقارير تستعيد الذكرى.
ليست otv القناة الوحيدة التي تخصّص برنامجها الصباحي للحديث عن الانفجار، بل كذلك الحال بالنسبة إلى lbci التي حوّلت مشروعها الصباحي Morning Talk للكلام حول الذكرى الأليمة. يستقبل مقدمو العمل التلفزيوني، مجموعة جرحى وشهود يستعيدون اللحظات الأخيرة التي سبقت الانفجار. ظهراً، تفتح القناة التي يديرها بيار الضاهر، هواءها لتغطية التظاهرة من مكان وقوع الحدث.
من جانبها، لا تغيب mtv عن الذكرى، إذ بدأت قبل ساعات عرض تقارير من وحي الحدث. ومساء أمس بثت حلقة خاصة من برنامج «صار الوقت» الذي يقدمه مارسيل غانم. وتستكمل المحطة متابعتها، عبر فتح هوائها لنقل القداس الذي يُقام بعد الظهر من المرفأ. كما تتضمن نشرة الأخبار المسائية تقارير وتحقيقات من وحي المناسبة.
تعرض «المنار» حلقة خاصة من برنامج «حديث الساعة»


على الضفة نفسها، تواكب «المنار» الذكرى الأليمة، وتنقل المؤتمر الصحافي الذي يعقده أهالي الشهداء. ومساءً، تبث المحطة البنانية نشرة أخبار تتضمن تقريراً من وحي المناسبة يعدّه علي برو. كما يطل عماد مرمل في حلقة خاصة من برنامجه «حديث الساعة». كذلك الحال بالنسبة إلى «الجديد» و nbn اللتين لن تغيبا عن الذكرى بمجموعة تقارير ومقابلات.
رغم تحضير القنوات اللبنانية لتغطية متشابهة لنقل ذكرى الانفجار، يغيب «تلفزيون لبنان» عن المناسبة بشكل كلي، بسبب الإضراب المفتوح الذي أعلنه أمس موظفو الشاشة الرسمية.



«صوت الشعب» حاضرة أيضاً
لن تغيب الإذاعات عن الذكرى الثالثة لانفجار مرفأ بيروت، بل ستكون حاضرة في قلب الحدث الأليم. إذ تخصص «صوت الشعب» نهاراً طويلاً لاستعادة تلك الذكرى الحزينة. تفتح الإذاعة هواءها صباحاً (09:45)، بمقابلة الأمين العام للحزب الشيوعي حنا غريب يديرها المذيع ابراهيم ضاوي. كذلك تخصص رانيا حيدر فقرات برنامجها «عينك ع البلد» للحديث عن الذكرى. عصراً، تنقل «صوت الشعب» التظاهرات التي ستُقام في تلك المناسبة. كذلك تضيء الإذاعة على الآثار النفسية التي تركها الانفجار لدى اللبنانيين، وتستطلع آراء المعالجين النفسيين ومجموعة من الشهود.