في نهاية تموز (يوليو) من العام الماضي، وتحديداً ليلة انتخاب ياسمينة زيتون ملكة لجمال لبنان، شغل بال اللبنانيين سؤال واحد: كيف حصلت الملكة على جائزة الـ 100 ألف دولار أميركي في ظل الأزمة الاقتصادية التي يعانيها البلد؟ هكذا، برزت تساؤلات أخرى، أبرزها: هل تقاضت المبلغ على شكل شيك مصرفي أم نقداً؟ وكيف تمّ صرفه في ظل إغلاق المصارف أبوابها أمام المودعين؟ سهرة انتخاب الملكة التي أجريت للمرّة الأولى في عام 1930، قبل أن تأخذ في لبنان طابعاً سنوياً اعتباراً من عام 1959، تُخصّص للفائزة هدايا، تتنوّع بين مبلغ مالي ومجوهرات وغيرهما من الخدمات والمقتنيات الثمينة. لكنّ الأزمة المالية المستفحلة في لبنان منذ عام 2019 وجائحة كورونا قطعتا هذا التقليد الذي غاب لمدة ثلاث سنوات، قبل أن يعود في عام 2022.
تخضع ياسمينة زيتون لدورات تمثيلية

في تلك الليلة، كان الجميع في انتظار الملكة الجديدة، وسط استمرار الجدل، ولا سيّما عبر مواقع التواصل الاجتماعي، على خلفية مستوى المتسابقات المعرفي والثقافي الذي غالباً ما يظهر تدنّيه من خلال أجوبتهنّ، في مقابل تركيز المنظمين على الشكل الخارجي الذي يصل إلى درجة التسليع. ومن المعلوم أنّ المسابقة تعتبر بوّابة عبور للملكة في مسابقات جمالية عالمية، أبرزها «ملكة جمال الكون» التي تنقلها lbci مباشرة على شاشتها.
هكذا، عرضت lbci السهرة التي نظّمتها منذ سنوات رولا سعد، صاحبة شركة الإنتاج «فانيلا برودكشن»، على الرغم من أنّها قوبلت بانتقادات تتعلق بالإخراج واللوحات الراقصة الوطنية المكرورة. مع العلم أنّ شاشة بيار الضاهر وبالتعاون مع «وزارة السياحة»، كانت سبّاقة في تنظيم الحدث على مدار سنوات، باستثناء النسخة التي فازت بها mtv وتوّجت في نهايتها مايا رعيدي، قبل أن تعود المياه إلى سابق عهدها ويرجع الحدث إلى أحضان المحطة التي تتخذ من أدما مقرّاً لها.
هنا، تجدر الإشارة إلى أنّ الفائزات باللقب ومجموعة من المتسابقات يتحوّلن إلى المجال الفني وتحديداً التمثيل. وهذا ما حصل مثلاً مع نادين نسيب نجيم (ملكة جمال لبنان 2004) وفاليري أبو شقرا (ملكة جمال لبنان 2015)، وآخرهن ياسمينة زيتون التي تخضع حالياً لدورات تدريبية لتتحضّر لدخول هذا العالم.
على الضفة نفسها، وبعد مضي عام، بدأت علامات الاستفهام تُطرح حول مصير المسابقة التي حان وقت تنظيمها. ويتزامن ذلك مع عدم إطلاق قناة lbci للحملة الإعلانية الخاصة بها، التي تبدأ عادةً قبل أسابيع من إقامتها ويتخللها اختيار المشتركات وإخضاعهن لدورات تدريبية وتحضيرهن للظهور أمام الكاميرا، فما هو وضع «ملكة جمال لبنان» 2023؟.
تلفت المعلومات التي حصلنا عليها إلى أنّ مصير السهرة الجديدة لم يُعرف بعد. مع العلم أنّ lbci طلبت من وزارة السياحة إذناً للموافقة لتنظيمها، لكن لغاية كتابة هذه السطور لم تحصل على جواب نهائي. وتشير المصادر إلى أنّ الوزارة وضعت دفتر شروط متعارفاً عليه، استوفت الشاشة التي يديرها بيار الضاهر جميع بنوده.
على الضفة نفسها، تكشف المعلومات أنه في حال قررت lbci تنظيم السهرة، فإن العقبة الأساسية التي تواجهها هي البحث عن رعاة (sponsors) لتنظيمها وعرضها على الشاشة الصغيرة. وخصوصاً أنّ البلد يعاني من أزمة غياب المعلنين، وسط تراجع سوق الإعلانات كلياً بفعل الأزمة الاقتصادية. وتلفت المعلومات أيضاً إلى أنّه في حال لم تتوافر الجهة المعلنة، فإنّ المسابقة ستخرج باهتة كما حصل العام الماضي، حين وجدت lbci نفسها مجبرة على بثّ السهرة بإمكانات مالية «متواضعة». وتؤكد المصادر أنّ تنظيم السهرة هذا العام، لن يكون في الشهرين المقبلين، بل من المتوقع أن يجري في الخريف المقبل. فهل تبصر المسابقة النور أم تتأجل كما حصل في السنوات الأربع الأخيرة؟