تتأرجح لوحات شمعون بين البورتريه ذي المنظور الحسّي والألوان ذات التشكيلات الحيّة من ناحية، والتكوينات التجريديّة المختزلة ذات المفردات المتنوعة والخلفيات الطفولية الملوّنة من ناحية ثانية. لعبة تلغيز وإيحاء تذكرنا بأسلوبPatricia Qualls. تأثرها جليّ بفناني التعبيريّة التجريديّة وحركتهم الفنية التي نشأت وازدهرت في الخمسينيّات والستينيّات في نيويورك وتميّزت بالإفراط في استخدام الألوان، سعياً إلى تأثير انفعاليّ، تلقائيّ وفوريّ.
تتحوّل اللوحة لدى شمعون الى ذرّات متداخلة ذات إيقاعات مماثلة للإيقاعات الموسيقية ونوتاتها المبعثرة، غير أنّها لغة إصغاء وصمت. هنا تقتفي أثر المحسوس وما وراءه في حيّز المتخيّل الصوفيّ. والتجريد لا يحدّ هنا من العناصر بل يختزلها ويشرّعها على ما هو أبعد من الظاهر نحو الباطن والأسرار الكامنة. قد يشعر الزائر أمام اللوحات برتابة بصرية منبعها تكرار للأفكار والرؤى كان ممكناً الاستغناء عنه أو التخفيف منه كي لا يتفكك الإيقاع ويترهّل.
تأثرها جليّ بفناني التعبيريّة التجريديّة
نحاول تأمّل اللوحات وقراءتها مرات عديدة للعثورعلى مفاتيحها المخبّأة في دائرة الغموض، إنما الغموض الممتع الذي أفصحت عنه الفنانة الشابة في عنوان معرضها «السرّ». فهي ترمي طُعمها البصريّ وتدعنا في حيرة وسؤال، إنّما بيسر وهدوء وسلاسة. تجذبنا إلى فضاء تكويناتها الذاتية وعوالمها المتشكّلة على قماشتها الزيتيّة رؤى مجرّدة وملوّنة من غير السهل اختراق سطحها نحو أسرارها الكامنة في صدر الفنانة والمقفل عليها بمفتاح تحتفظ به لنفسها.
درست روز ماري شمعون الهندسة المعمارية وأفادت من اختصاصها الأساسيّ لتمدّ نشاطها في التصميم المعماري إلى أستراليا وأميركا اللاتينية، فضلاً عن عدد من البلدان الأوسطية. وتتميّز تجربتها العملية في هذا المضمار بمزج الفن بالتكنولوجيا. يتجلّى ذلك في إسهامها في منصة «ميتافيرس» في الإمارات، وهي تتهيّأ لإطلاق مشروع «ذا شيد» في مانهاتن في نيويورك.
* «السرّ»: حتى 11 آب (أغسطس) ـــ «غاليري جانين ربيز» (الروشة ـ بيروت) ــ للاستعلام: 01/868290