حالما هدأت قليلاً رياح المنافسة بين أفلام العيد الأربعة في مصر (راجع الأخبار 28/6/2023)، بدأ السوق يترقّب منافسات أخرى نتجت عن امتداد الموسم السينمائي للمرّة الأولى منذ أعوام عدّة، ما بين عيد الأضحى وعودة الدراسة وما بينهما من أسابيع الصيف الحارة. أولى المنافسات المرتقبة، بدأت بالفعل قبل أسبوع بتزامن طرح فيلمَيْن لاثنين من نجوم الشبّاك وإن اختلفت الأجيال. الأوّل هو «مرعي البريمو» (كتابة إيهاب بليبل، وإخراج سعيد حامد) من بطولة محمد هنيدي، والثاني هو «عَ الزيرو» (كتابة مدحت العدل، وإخراج محمد العدل) من بطولة محمد رمضان. سبقت العروض الجماهيرية حملة دعائية مكثّفة، وعروض خاصة مبهرة وتمهيد لجولات لاحقة في مدن سعودية وإماراتية بالتزامن مع العرض في السوق الخليجي، غير أنّ إيرادات كلا الفيلمين جاءت محبطةً بدرجة كبيرة خلافاً للتوقّعات، لتنحصر المنافسة بينهما على من يحقق خسارة أقل. حقق «مرعي البريمو» 260 ألف دولار أميركي في أسبوع، وهو رقم دون متوسط ما كان يحققه فيلم «بيت الروبي» (إخراج بيتر ميمي) يومياً خلال موسم العيد. أما «عَ الزيرو» فحصد 190 ألف دولار تقريباً، وهو رقم يقلّ كثيراً عمّا حققه رمضان من خلال فيلم «هارلي» (إخراج محمد سمير) في أول أسابيع عرضه في موسم عيد الفطر.
يجسّد هنيدي شخصية تاجر بطيخ ملقّب بـ «البريمو»

بالأرقام، هنيدي متفوّق على رمضان، لكن على أرض الواقع كلاهما خاسر. فالتقديرات رجّحت أنّ هنيدي سيعوض إخفاقات متتالية في شباك التذاكر خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة. وجاءت عودة المخرج سعيد حامد، صاحب أكبر النجاحات مع هنيدي في البدايات، كتميمة حظ لم تؤت أكلها، إذ طالت الشريط سهام نقد قاسية عبر منصات التواصل الاجتماعي. حتى إنّ الآراء التي قالت إنّ الفيلم ليس سيّئاً، لم تغفر الثغرات المتعدّدة التي عانى منها السيناريو. ينطلق العمل من حياة هادئة يعيشها «مرعي»، أشهر تاجر بطيخ ملقّب بـ «البريمو»، قبل أن يكتشف أنه ليس يتيماً ويلتقي جده وشقيقتيه من الأب في الصعيد. يطلب منه الجد حماية ثروة من الماس بعيداً عن أعين الطامعين، لكنه يتعرّض للملاحقة وتبدأ سلسلة من المواقف التي من المفترض أن تكون كلها كوميدية. غير أنّ الجمهور لم يرها كذلك على الشاشة رغم محاولات هنيدي ومحمد محمود ومصطفى أبو سريع الإضحاك قدر المستطاع.
على خطٍّ موازٍ، قدّم رمضان ومعه شركة «العدل غروب» فيلم «ع الزيرو»، باعتباره تجربة مختلفة للنجم المثير للجدل، يظهر فيها كأب يعيل طفلاً ماتت والدته مبكراً، يعمل كـ «دي جاي» ويعاني من أزمات مالية خانقة، قبل أن يدهمه خبر إصابة ابنه بمرض عضال يتطلب 30 ألف دولار على الأقل لعلاجه. هنا، يبدأ الأب رحلة بيع كليته من أجل إنقاذ ابنه وسط مغامرات لا يغيب عنها التناقض، وكأنّ الشريط مكتوب لحقبة التسعينيات، متجاهلاً طرق جمع التبرعات الحديثة وحتى التطوّر الذي شهدته منظومة الصحة المصرية في هذا الصدد. وكالعادة، لم تخل كواليس الفيلم من أزمات، فرغم وجود نجمة كبيرة مثل نيللي كريم أمام رمضان تجسّد دور الممرضة التي تساعده ثم ترتبط به عاطفياً، لكنّها غابت عن العرض الخاص. وتردّد أنّها غاضبة من عدم الاهتمام بها في الدعاية، فيما التزم رمضان الصمت وكثّف من مشاركة الصور والأغنيات التي تجمعه بالطفل منذر مهران. لكن كل ذلك لم يمنح «نمبر وان» سوى المركز الثاني خلف هنيدي في سباق تبتعد أرقامه كثيراً عمّا حققته أفلام العيد الأربعة: «بيت الروبي»، «تاج» (إخراج سارة وفيق)، «البعبع» (إخراج حسين المنباوي) و«مستر إكس» (إخراج أحمد عبد الوهاب). فيما المشكلة الأكبر التي تواجه الثنائي الخاسر، هي تعدّد الأفلام التالية، حيث طرح الموزعون بالفعل فيلم «البطة الصفرا» (إخراج عصام نصّار) من بطولة محمد عبد الرحمن (توتا)، أوّل من أمس الأربعاء، وينتظر أكرم حسني طرح فيلمه «العميل صفر» (إخراج كريم العدل) يوم الأربعاء المقبل. وهو نفس موعد طرح فيلم «وش في وش» لمحمد ممدوح وأمينة خليل، ما يجعل فرص التعويض أمام تاجر البطيخ والـ «دي جاي» شبه مستحيلة.