القاهرة | سفراء، ووزراء، ومشاهير يتوافدون يومياً على المقرّ القديم لسلسلة مطاعم «كشري أبو طارق» في شارع شامبليون في وسط القاهرة. أمر دفع زكي يوسف، مؤسس براند الكشري الأشهر في الوطن العربي، إلى تكليف أولاده بتطوير صفحة رسمية على الفايسبوك ونشر صور وفيديوهات توثّق زيارات المشاهير إلى المكان. لكن ما لم يتوقعه العاملون في المحلّ أن يكون أحدث زائر هو علاء مبارك، نجل الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك.
نشر الموظف صورة علاء مع عبارات ترحيب وثناء

زار علاء المحلّ قبل أيّام مع مجموعة من أصدقائه ليزيد من حماس موظف المطعم الذي قدّم «شو الكشري» للضيف البارز، لكنّه أضاف إليه عبارات ترحيب ومحبّة بـ «الغالي ابن الغالي». وهنا اشتعلت الأزمة وبدأت المقارنة (المستمرة) بين زمن حسني مبارك الذي ثار عليه المصريون في عام 2011 لأسباب أقل صعوبةً بكثير مما يعيشونه اليوم في أيام عبد الفتاح السيسي. بالتالي، فأي مقارنة لن تكون عادةً في صالح الأخير.
إدارة محلات أبو طارق لم تنشر الفيديو على صفحة المطعم الرسمية، لكنه انتشر كالنار في الهشيم من خلال حسابات كثيرة سواء عبر الفايسبوك أو تويتر أو تيك توك. وكالعادة، انقسم المتابعون إلى قسمين: الأول تذكّر بحسرة أيام مبارك وأولاده أو كما يصفها بعضهم بـ «زمن الفساد الجميل»، والباقي تندّر على تبدّل الأحوال، وعلى واقع أنّ نجل مبارك دخل محل كشري، لكن في الخلفية دار حديث وإن لم يكن مباشراً، عن تمتعه وشقيقه بشعبية غير متوقعة فيما الرئيس الفعلي للبلاد لم يظهر في أي لقاء جماهيري منذ ما يقارب 70 يوماً!
اللافت أن إدارة أبو طارق الذي ينتمي أحد أبنائه لحزب «مستقبل وطن» المؤيد للسيسي، حاولت التنصّل من الفيديو عبر التأكيد من خلال بعض التعليقات بأنّ الموظف نشره بمفرده. لكن من أين جاء الموظف باللوغو الخاص لوضعه على الفيديو؟ الإجابة على هذا السؤال تؤكّد بأنّ الزيارة كان يجب أن توثّق، لكن بعيداً عن الصفحة الرسمية للمحلّ، درءاً لغضب الرئيس الذي يعاني حالياً شعبية أكثر تدنياً من تلك التي حازها مبارك يوم تنحيه في شباط (فبراير) عام 2011.