لم تكن بيروت محطّة عادية بالنسبة إلى ميّادة الحناوي. لطالما كانت الفنانة السورية الكبيرة تتوه مساءً في شوارع العاصمة اللبنانية، بحثاً عن لحظات عفوية تلتقي فيها جمهورها الذي يحفظ أعمالها غيباً.الحديث عن رحلة ابنة مدينة حلب الفنية أشبه بتصفّح تاريخ مليء بالأعمال الجميلة التي لا تزال حيّة لغاية اليوم. لصاحبة أغنية «أنا بعشقك» مكانة خاصة بين زملائها. هي صاحبة إرث فني كبير ومسيرة حافلة تعاملت فيها مع أهم الملحنين والشعراء العرب، على رأسهم الملحن المصري الراحل بليغ حمدي (1931 ــ 1993) الذي كان يعتبر بمثابة والدها الروحي.
ضمن فعاليات «مهرجانات بعلبك الدولية» في عام 2015، كان اللقاء الأخير الذي جمع ميّادة ومحبيها الذين أتوا من مختلف المناطق اللبنانية لحضور سهرة من العمر.
يومها، وقفت صاحبة «مهما يحاولو يطفو الشمس» للمرّة الأولى والأخيرة على مسرح «باخوس» في «مدينة الشمس»، لتُثبت مجدّداً أنّها فنانة وموهبة من العيار الثقيل. لاحقاً، حاولت جهات منظمة عدّة استضافة الحناوي، من دون أن تثمر جهودها، إلى أن قرر المتعهّد ميشال عويس التعاقد معها لإحياء «ليلة من العمر»، في الثاني من أيلول (سبتمبر) المقبل في O Beirut.
منذ اللحظات الأولى للإعلان عن الموعد المرتقب، كثرت التساؤلات حول طبيعة الحفلة التي تعود من خلالها ميّادة للقاء جمهورها بعد غياب ثماني سنوات تقريباً، وكيف ستطلّ في نادٍ ليلي، وليس على مسرح عريق أو ضمن مهرجان معروف؟
في حديث مع «الأخبار»، يقول عويس إن الحدث بمثابة «العودة إلى الزمن الجميل، ولكن بلمسات عصرية من ناحية الديكور والإضاءة». ويشرح أنّ «الحديث عن حفلة لميادة لا يشبه باقي السهرات التي أقيمت في O Beirut. نظراً إلى طبيعة أغانيها الرومانسية والطربية، قلبنا المكان رأساً على عقب، ليستحيل مسرحاً أشبه بدار أوبرا، يتناسب مع أجواء أغنيات وجمهور ميادة». ويتابع أنّ الفضاء الواقع في جلّ الديب (المتن) يتّسع حالياً لقرابة 1500 شخص، وقد بيعت غالبية البطاقات من الساعات الأولى لطرحها. ويضيف: «لقد تمّ تخصيص أجواء وعوامل تتناسب مع الفرقة التي ترافق الفنانة السورية والمؤلفة من 20 شخصاً».
وعن التعاون مع الحناوي، يلفت عويس إلى أنّ المطربة السورية «تعبّر باستمرار عن حماستها الشديدة للعودة إلى إحياء حفلات في لبنان ولقاء جمهورها هنا». وعن برنامج السهرة، يلفت إلى أنّه «باقة من أجمل ما ورد في أرشيفها الغنائي، مثل «أنا بعشقك» «والحب اللي كان» وغيرهما...». ويختم مؤكداً أنّ الأجواء ستكون «مفعمة بالحب».