في السنوات الماضية، اتخذت الشركة التي تتخذ من كاليفورنيا مقرّاً لها خطوات عدّة في إطار سعيها لتصبح أكثر شموليةً: غيّرت سياسة المنتزهات الخاصة بها، ومنعت الموظفين من استخدام التحيّة المحدِّدة لجنس ما، وأقامت دورات تدريبية لمكافحة العنصرية لدى الموظفين. والأهمّ أنّها أخضعت شخصياتها الكلاسيكية الشهيرة لتحوّلات «تقدّمية»، وأزالت الصور المسيئة من الألعاب والأفلام. كما ألبست «ميني ماوس» بنطالاً أزرق من توقيع ستيلا مكارتني بدلاً من فستانها الأحمر المحبوب يندرج ذلك ضمن قرارات لا يبدو أنّها تحظى بشعبية كبيرة في أوساط الجمهور الذي يرى أنّ إدراج عناصر نسوية ومناهضة للعنصرية وأخرى مرتبطة بمجتمع «الميم ـــ عين» في الأفلام والمسلسلات، هو أمر «قسري». في ظل موجة الانتقادات، ذهبت «ديزني» بعيداً في تغييراتها، وها هي في عيدها المئة تواجه أزمة وجودية. باختصار، إنّها ليست أفضل أيام الشركة التي مدّت المكتبة السينمائية العالمية بكلاسيكيات طُبعت في ذاكرة الأجيال. كل ما يمكننا قوله إنّ ثقافة «اليقظة» تكلّفها مئات ملايين الدولارات!

من السمات التي ميّزت «والت ديزني» هي قدرتها على التكيّف والابتكار وتوجهها نحو الأطفال عموماً. وفي غضون سنوات فقط، تمكّنت من أن تكون شعاراً أميركياً مليئاً بالخفايا. في عام 1934، صنعت ديزني أوّل أفلامها الطويلة الرائعة: «بياض الثلج والأقزام السبعة». لم يكن الأمر مجرد اقتباس لقصة، بل معجزة تكنولوجية. جاء استخدام الألوان والإثارة في الرسوم المتحرّكة والصوت والأغاني، لتشكّل ثورة في وقت كانت فيه السينما لا تزال في المرحلة الصامتة، وقلّة من الأشرطة كانت قادرة على تقديم سحر الألوان للمشاهدين في ذلك الوقت. ثم ذهبت الشركة خطوة إلى الأمام مع فيلم «مانتازيا» (1940)، حيث قدمت سمفونية مبهرة تمزج بين الموسيقى الكلاسيكية والشخصيات الخيالية مثل «ميكي ماوس»، ومجموعة من القصص ذات الإبهار المثير. بعدها، كرّت سبحة الأعمال التي شكّلت الثقافة الجمالية والعاطفية لملايين الأطفال، مثل «بينوكيو» (1940)، و«دامبو» (1941)، و«بامبي» (1942)، و«سندريلا» (1950)، و«الأميرة النائمة» (1959).

ألبست «ميني ماوس» بنطالاً أزرق من توقيع ستيلا مكارتني

في عام 1955، بنت «ديزني لاند»، أوّل منتزه ترفيهي لها في كاليفورنيا، ثم في فلوريدا، وباريس، ومواقع أخرى. أضيفت رؤية تسويقية إلى الابتكارات التقنية: نادي «ميكي ماوس»، ومجلات، وكتب، بالإضافة إلى عالم كبير من القمصان وحقائب الظهر والأقلام والطبعات المصوّرة. بالإضافة إلى ذلك، بدأت بأفلام ذات خيال غامر موجّه إلى جميع الجماهير، ولم تكن رسوماً متحرّكة، مثل «عشرون ألف فرسخ تحت الماء» (1954) من إخراج ريتشارد فلشر، وطاقم تمثيل استثنائي مع كيرك دوغلاس وجيمس ماسون. وتكرّرت الصيغ نفسها حتى وصلت ببراعة إلى دمج الرسوم المتحركة والشخصيات الحقيقية.
بعد عقود من الابتكار، مرّت الشركة بانحدار مَفهوم في خضم التغيير الاجتماعي والأخلاقي. هو زمن ستيفن سبيلبيرغ وجورج لوكاس وهوليوود الجديدة. ومع ذلك، تمكنت من إعادة التفكير في أعمالها التي تستهدف المراهقين خصوصاً. ومعها، عادت إلى الرهانات الكبيرة للرسوم المتحركة والموسيقى مع «الحورية الصغيرة» (1989)، و«علاء الدين» (1992)، و«الأسد الملك» (1994)، و«حكاية لعبة» (1995). كان تنويع الأعمال والريادة المتجدّدة في هذا النوع من الإنتاجات، بمثابة إعلان عن عصر جديد للشركة. وهنا، لا بد من الإشارة إلى أنّه بعد النجاح العظيم الذي حققه فيلم «حكاية لعبة»، أدركت «ديزني» أنّه من الأفضل شراء شركة «بيكسار» بدلاً من احترام استقلاليتها. وهذا ما حدث، بعد نجاحات كبيرة مع «بيكسار» بأفلام من بينها «شركة المرعبين المحدودة» (2001)، و«البحث عن نيمو» (2003)، و«راتاتوي» (2007). هكذا، مرّت «بيكسار»، ومن ورائها «ديزني»، بمرحلة ركود بسبب التكرار المفرط، والأهم تحوّل تفضيلات الجمهور في اتجاه آخر.
ومع ذلك، اتخذت «ديزني» منعطفاً غريباً في السنوات الأخيرة. لقد أصبحت شركة «مستيقظة» جداً. في عام 2012، استحوذت على شركة «لوكاس فيلم»، وكرّست نفسها لممارسة الرقابة على الأفلام الكلاسيكية، وحذف بعض مشاهدها. مثلاً، في ثلاثية «حرب النجوم» الجديدة، دمجت عناصر جديدة، مثل شخصية سوداء البشرة بدلاً من «هان سولو»، وفتاة بدلاً من «لوك سكاي ووكر»! بعد ذلك، رأينا «ديزني» تبدأ في تغيير اختياراتها، إذ وضعت أعراقاً مختلفة في شخصيات قديمة. وأوّل ما تصدّر العناوين في هذا الإطار، هو إعلان عثورها أخيراً عن مَنْ سيلعب دور الحورية «آرييل» في النسخة الجديدة من فيلم «الحورية الصغيرة»، وهي الممثلة ذات الأصول الأفريقية هالي بيلي. في حين أنّ العديد من المعجبين كانوا داعمين لهذا الاختيار، توجّه آخرون على الفور إلى منصة «إكس» (تويتر سابقاً) للتعبير عن إحباطهم، مطلقين هاشتاغ NotMyAriel# الذي انتشر على نطاق واسع. ومن ثمّ، سمعنا أن يارا شهيدي تتطلّع إلى لعب دور الجنيّة «تينكر بيل» في فيلم «بيتر بان ووندي الجديد».
وفي الآونة الأخيرة، بدأ الهجوم أيضاً على فيلم «بياض الثلج» الجديد الذي تؤدي بطولته ريتشيل زيغلر. وهناك سببان للهجوم: الأوّل أنّه لن يكون هناك أقزام في الشريط، بل سبعة مخلوقات «سحرية»، ما يحرّف حبكة القصة الشهيرة التي ابتكرتها «ديزني» بنفسها. والثاني نابع من مقابلة قالت فيها زيغلر إنّ «بياض الثلج» لن تحظى بأمير ساحر، لأنّها لا تحتاج إلى من ينقذها! ما تفعله الشركة هنا هو صناعة فيلم مختلف كليّاً، وتحديداً فيلم نسوي زائف يظهر سلوك «بياض الثلج» القديم على أنّه خاطئ أو نتيجة تربية مجتمع ذكوري، ويحكم أيضاً على اللواتي يحلمن بـ «أميرهن الساحر».
قبل ذلك بسنوات، أطلقت «ديزني» فيلم «فروزن» (2013)، وهو عمل يُظهر بالفعل غمرات مستيقظة: بطلة الرواية «إلسا» تمجّد تنافرها من العالم الذي نشأت فيه، وتنتقل إلى الجبال وتصبح ملكة، وتغني أنّها لم تعد بحاجة لأن تكون شخصاً طيّباً. عند صدور الشريط، برزت انتقادات من المعلم الياباني هاياو ميازاكي، وخصوصاً حول أغنية Let It Go (أداء إيدينا مينزل)، إذ قال: «كيف تكون نفسك، هو موضوع الأغنية الرائجة الجديدة، ولكن هذا مرعب. فأولئك الذين يشعرون بالرضا والارتياح الذاتي مملّون، علينا أن ندفع بقوة ونستفيق على أنفسنا». يوماً بعد يوم، يتأكّد موقف «ديزني» بشأن الشمولية والتنوع من خلال وسائل الإعلام الحديثة والأفلام والبرامج. مثلاً، يضمّ فيلما Lightyear وStrange World (صادران في عام 2022) شخصيات من مجتمع «الميم ـــ عين».

اختيرت هالي بيلي لأداء شخصية «آرييل» في النسخة الجديدة من «الحورية الصغيرة»

لم تقتصر الأمور على ذلك، بل ذهبت أبعد من ذلك في منتزهات «ديزني». مثلاً، لا يزال الضيوف منذ بداية سلسلة أفلام «إنديانا جونز» يذهبون إلى منتزهات الشركة لمشاهدة العرض المباشر الحي Indiana Jones Epic Stunt Spectacular، لكنه تغيّر في السنوات الأخيرة وترك الجمهور في حيرة من أمره. أصبحت مدّته أقصر من المعتاد، فيما تبدّلت حوارات عدة حتى وصل الأمر إلى تغييرات في مشاهد الحركة واستخدام الأسلحة، إلى أن بات «إنديانا جونز» مجرّداً من أي سلاح تقريباً لإيذاء الأشرار أو قتلهم.
بعيداً عن السجالات العقيمة والمسائل الأخلاقية، أصبح الأمر خارجاً عن السيطرة حتى داخل «ديزني». دعونا نضع في اعتباراتنا أنّ «ديزني»، حتى في سنواتها المجيدة، لم تروّج لقيم واضحة جداً كما تفعل الآن. والنتيجة أنّ الكارثة الاقتصادية والمالية التي ألمّت بها بسبب استسلامها السريع لثقافة «اليقظة» (Woke Culture)، تصل إلى أبعاد لا يمكن تصوّرها. إذ فرض التطرّف الأيديولوجي نفسه على إدارة الأعمال، وما بدا مجرّد تكيّف بسيط مع قضايا الهوية السائدة، تحوّل تدريجياً إلى خريف لن ينتهي. لا يمكن للشركة أن تفرض كل شيء على مشاهديها، فهذا ليس فنّاً. بدلاً من إزالة محتوى معين وتغيير آخر، ربّما على «ديزني» التعلّم وتشجيع المناقشة لخلق مستقبل أكثر شمولية. اليوم، تواجه الشركة المشكلة التي عانى منها آخرون. فاستسلامها للسياسة السائدة عالمياً والتخلي عن هدفها الأصلي، أي الترفيه، لصالح «الصوابية السياسية»، ولّد نفوراً من منتجاتها، حتى في أوساط المؤيدين للحقوق الاجتماعية والحريات الفردية والجنسية. إن الانجراف وراء هذا التيار، أدى إلى افتقارها إلى الأفكار، وجعل إصداراتها تعتمد بشكل متزايد على إعادة تصوير الكلاسيكيات، بدلاً من إنتاج أفلام جديدة، ما سبّب خيبة أمل كبيرة.
هذه السنة تحتفل «ديزني» بمرور قرن على ولادتها، في ظل أزمة وجودية لا يزال القائمون عليها مصرّين على تجاهلها. ظهرت رئيسة «ديزني العامة للترفيه»، ماري بيرك، ولم تترد في انتقاد قانون «لا تقل مثلياً»، وأكدت أنّ سياسات الشركة تغيّرت، وأنّ «نصف» الشخصيات في مشاريعها المقبلة ستمثّل مجتمع الـ«الميم ـــ عين»، وأنّ المشاهدين سيتمكنون من رؤية ذلك التغيير بحلول نهاية عام 2023. كما هاجم رئيس الشركة التنفيذي، بوب تشابيك، المنتقدين الذين يصرّون على تصنيف بعض القرارات الإبداعية للشركة ضمن خانة «الاستيقاظ». وقال: «نريد أن يعكس المحتوى الخاص بنا العالم الغني والمتنوع الذي نعيش فيه. نريد أن تكون «ديزني» مؤيدة للجمع بين الناس»، مضيفاً: «أعتقد أنّ «ديزني» هي الشركة التي تمكنت من البقاء لمدة مئة عام من خلال خدمة جمهورها، وسوف تزدهر على مدى المئة عام القادمة لخدمة جمهورها».
تصل الكارثة الاقتصادية والمالية إلى أبعاد لا يمكن تصوّرها


تأسست «ديزني» وهوليوود من ورائها، على يد هؤلاء الذين كرّسوا أنفسهم لمنح الجمهور الترفيه، ولكن اليوم الرسالة واضحة، وهي: سنحاول الترفيه عنك ولكن أوّلاً، وقبل أي شيء، سنلقّنك الدروس عن مدى السوء الذي أنت فيه أيّها الجمهور الجاهل! لقد أظهر صنّاع الترفيه، خضوعاً عنيداً لهذه المبادئ التوجيهية الأيديولوجية، إما عن قناعة أو خوفاً من ثقافة الإلغاء التي صارت وازنة جدّاً في هوليوود أكثر من أي مكان في العالم. لا يمكن لأحد أن يملي، لا على الجمهور ولا على الفنان، أحداثاً وأفكاراً، وتلقينهما دروساً في الأخلاق. لا يمكن للفن أن يخاف إيذاء مشاعر الناس، ولا يمكن تشريع هذا. علينا ترك الحياة كما هي، بجميع مشكلاتها. لا توجد أقلية أو أغلبية في جميع أنحاء العالم يتعيّن الاهتمام بها بهذه الطريقة. ما يحصل الآن أنّ أولئك الذين يتم تضمينهم داخل الأفلام فقط لأنهم ينتمون إلى مجموعات محدّدة، سيُنظر إليهم على أنّهم لا يستحقون مكانهم، بل هم مجرد نماذج لهذه المجموعات، يتحدثون بلسانها، وهذا يضعهم ومن خلفهم الجمهور في موقف غير مريح.
في نهاية المطاف، التطرّف في كل شيء ذو نتائج عكسية. إذا كان الناس يحصلون على وظائف لمجرد أنّهم أصحاب بشرة سوداء أو مثليون أو ينتمون إلى أقلية ما، وليس على أساس الكفاءة، فمن شأن هذا الإضرار بالأعمال الفنية. باختصار، «ديزني» مستيقظة اليوم لأنّ الأمر عصري ومهيمِن. وحين لا يعود هذا «الاستيقاظ» رائجاً، ستتوقف ديزني عنه وتبدأ في محاكاة الموضة الجديدة مهما كانت.



خسارة يا «ديزني بلاس»!
للربع الثالث على التوالي، فقدت منصة «ديزني بلاس» التي أُطلقت نهاية عام 2019 مشتركين. غير أنّ المجموعة التي تتخذ من كاليفورنيا مقرّاً لها، وعدت بالعودة إلى مسار الربحية خلال الصيف الحالي. ليست هذه النتائج المشكلة الوحيدة لدى «ديزني» التي تواجه مع سائر الاستوديوات الهوليوودية إضراباً تاريخياً لكتّاب السيناريو والممثلين، فضلاً عن إيراداتها المتواضعة في صالات السينما وعلى التلفزيون. فقبل أيام، نشرت «ديزني» نتائج ربع سنوية متفاوتة للفترة الممتدة بين نيسان (أبريل) وحزيران (يونيو) 2023، أظهرت تسجيلها إيرادات بقيمة 22.3 مليار دولار، بزيادة طفيفة على أساس سنوي، ولكن أقل بقليل من توقعات المحللين. كما أعلنت عن زيادة في أسعار اشتراكات منصتها الخاصة بالبثّ التدفّقي.
وبالتالي، سيرتفع الاشتراك الشهري في المنصة، بالصيغة الخالية من الإعلانات، من 11 دولاراً إلى 14 دولاراً في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل في الولايات المتحدة، أي ضعف السعر الأوّلي قبل أربع سنوات. وفي هذا السياق، قال رئيس المجموعة، بوب إيغر، خلال مؤتمر عبر الهاتف: «لقد رفعنا أسعارنا سابقاً عام 2022، ولم نشهد أي انخفاض كبير في عدد المشتركين، ما شكّل مصدر ارتياح لنا». كما تعتزم الشركة تشديد القيود عام 2024 بشأن مشاركة كلمات المرور بين المستخدمين، لمنعهم من الاستمتاع بالمحتوى مجاناً. وقد سمحت هذه الطريقة لـ «نتفليكس» برفع عدد مشتركيها في الربع الثاني هذا العام.
منذ نهاية أيلول (سبتمبر) 2022 إلى نهاية حزيران (يونيو) 2023، فقدت «ديزني بلاس» ما مجموعه 18 مليون مشترك، نظراً إلى انخفاض عدد المشتركين في السوق الهندية وغيرها من الأمور.
في أميركا الشمالية، سجّلت الخدمة انخفاضاً طفيفاً (1 في المئة) في عدد المشتركين، للمرة الثانية على التوالي. لكن المدير المالي بالإنابة للمنصة، كيفن لانسبيري، وعد بأن يعاود عدد المشتركين ارتفاعه هذا الصيف في الولايات المتحدة وحول العالم، باستثناء الهند. وأشار بوب إيغر إلى أنّ 3.3 ملايين شخص اشتركوا في الصيغة التي تتضمّن إعلانات منذ إطلاقها في نهاية العام الماضي. من الناحية المالية، لا تزال أنشطة البث التدفقي تتكبد خسائر، لكنها استمرت في خفض خسائرها التشغيلية خلال الربع الماضي، إلى 512 مليون دولار بدلاً من مليار دولار في العام الماضي في الفترة نفسها. وقال بول فيرنا من «إنسايدر إنتلجنس» إنه «أمر مشجع»، لكنّ ذلك يرجع خصوصاً إلى عمليات الصرف الجماعي للعمال وانخفاض الإنفاق على المحتوى، أكثر من كونه يعكس نمواً حقيقياً. كما شهدت «ديزني» انخفاضاً في مبيعاتها من الأفلام والبرامج إلى دور السينما والقنوات التلفزيونية (7 في المئة) خلال عام واحد، لتصل إلى 6.7 مليارات دولار. وانخفضت الأرباح التشغيلية للشركة بنسبة 23 في المئة إلى 1.9 مليار دولار. في المقابل، حققت الإيرادات من المنتزهات والرحلات البحرية والمنتجات المشتقة نمواً كبيراً، بنسبة 13 في المئة، لتصل إلى 8.3 مليارات دولار.
في وول ستريت، انخفض سهم ديزني في البداية في التعاملات الإلكترونية بعد إغلاق التداول الأربعاء الماضي، لكنه ارتفع بنحو 3 في المئة بعد إعلانات رفع الأسعار. وتعهدت المجموعة تحقيق وفرة مالية هذا العام، ولا سيما من خلال إلغاء 7000 وظيفة وتقليل إنتاج المحتوى. وكان إيغر الذي يتولى منصبه منذ نهاية عام 2022، قد قاد الشركة سابقاً بين عامَي 2005 و 2020. وصوّت مجلس إدارة المجموعة بالإجماع في تموز (يوليو) على تمديد عقده حتى نهاية عام 2026. لكن شعبيته آخذة في التراجع في الأشهر الأخيرة. وهو يواجه إضراباً غير مسبوق في هوليوود، بعدما انضم الممثلون إلى كتّاب السيناريو في منتصف تموز (يوليو) للمطالبة بزيادة رواتبهم التي تراجعت قيمتها في زمن خدمات البث التدفقي، فيما يطالبون بضمانات مرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي. إلا أنّ هذه المطالب «غير واقعية»، وفق بوب إيغر الذي أطلق مشاركون في الإضراب شعارات مناوئة له، من لوس أنجليس إلى نيويورك. وفي هذا السياق، قال إيغر الأسبوع الماضي: «لا شيء أهم لهذه الشركة من علاقتها بالمجتمع الإبداعي والممثلين والكتّاب والمخرجين والمنتجين»، متعهّداً «بالعمل شخصياً لإيجاد حلول». وفي غضون ذلك، سيسمح الإضراب لشركة «ديزني» بتوفير المال لأنّ الاستوديوات تنفق مبالغ أقل على الإنتاج، وفق كيفن لانسبيري.