دمشق | من وجهة نظر نفسية، لا تفسير لترويج شائعات حول الشخصيات الشهيرة، وخصوصاً تلك المرتبطة بالموت، سوى الرغبة لدى مطلقيها في جذب الانتباه وجمع أكبر عدد ممكن من الإعجابات والمتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي! وفي حالات نادرة، يقف الفنان نفسه وراء شائعة تتناوله رغبة منه في العودة إلى دائرة الضوء. في كلّ الأحوال، تعود هذه الأخبار إلى الواجهة، مستفيدةً في غالبية الأحيان إمّا من غياب الفنان عن المشهد أو معاناته من مرض، ما يسهم فعلياً في توسيع دائرة انتشار الأنباء الكاذبة سريعاً.خلال شهر آب (أغسطس) الحالي، انتشرت شائعات كثيرة مرتبطة بأسماء معروفة، أوّلها طالت النجم عباس النوري الذي قال لـ «الأخبار» إنّه تلقى أطرَف اتصال في حياته لدى انتشار الخبر من «حفّار القبور» المسؤول عن مدفن أهله، ليسأل إذا كان قد مات فرد عليه قائلاً: «وكأنّك تنتظر هذه اللحظة بفارغ الصبر لتسترزق!». وقد واظب نجم «باب الحارة» (بسّام الملّا) على حضور الأمسيات الفنية والظهور الإعلامي المستمر لنفي هذه الشائعة، فيما نفى الأنباء عبر السوشل ميديا.
تزامناً، انتشر خبر وفاة الممثل جمال العلي الذي تلقى اتصالاً من ابنته المقيمة في النمسا بعدما قرأت خبراً كاذباً عن وفاته على مجموعة كبيرة من الصفحات الافتراضية. وكان العلي قد صرّح لنا حول طريقة تصرّفه لمعالجة الموقف بالسرعة القصوى، مؤكّداً أنّ «الموت حق وكأس سيتذوّقها الجميع، لكنّه من المهين أنّ هناك من ينشر أخباراً كاذبة من دون التفكير في حرمة البيوت ووضعها الاجتماعي. ابنتاي في الغربة وكانتا على وشك الانهيار ليتسلّى هؤلاء بأرواحنا! في كلّ الأحوال، لن أقول لمن يروّجون هذه الأخبار سوى الله يصطفل فيكم».
أما آخر الأخبار التي تندرج ضمن هذه القائمة، فكان من نصيب المغني العراقي المخضرم ياس خضر (1938) الذي لا تكفّ هذه الشائعات عن ملاحقته بسبب مرضه. إذ تداولت بعض المواقع الإلكترونية والصفحات الافتراضية، أخيراً خبر موته الذي صدّقه مئات المتابعين الذين راحوا يتناقلونه على نطاق واسع من دون التحقّق منها.
وخلافاً للعادة، لم يصدر توضيحاً على صفحة ابنه عهد الذي لطالما خرج بفيديوات مصوّرة ليكذب هذه الأخبار، في الوقت الذي يقبع فيه صاحب «مرّينا بيكم حمد» في المستشفى منذ فترة حيث يتابع علاجه. أمر فتح الباب للتمادي في الخبر المزوّر هذه المرة، إلى درجة أنّ بعض المواقع نشرت أسباب الوفاة، وأخرى نشرت فيديوات لياس من مقرّ علاجه، واصفةً إيّاها بأنّها تصوّر «آخر لحظات حياته». هكذا، ظلّ المتابعون في حالة ترقّب محاولين معرفة الحقيقة، إلى أن أتى الخبر اليقين من «نقابة الفنانين العراقيين». إذ نفى النقيب جبار جودي، يوم السبت الماضي، خبر الرحيل، مشيراً إلى أنّه «غير صحيح» وأنّ خضر يرقد في المستشفى ويخضع للعلاج. علماً أنّ ياس خضر الذي يعتبر من أشهر الفنانين العراقيين، مولود في النجف تنقّل بين دول عدّة فيما أقام لوقت طويل في سوريا. وحققت أعماله شهرة واسعة، كما أن أغلب المغنين العراقيين، من بينهم رحمة رياض، أعادوا تقديم أغانيه الراسخة في الذاكرة.