القاهرة | إقصاء بلا سبب معلن، وعودة أيضاً بدون أسباب معلنة... هكذا يمكن أن نلخّص الخبر الذي فاجأ الجميع في الوسط الإعلامي المصري. خبر تمثّل في عودة الإعلامي المخضرم أسامة كمال لتقديم «مساء dmc»، البرنامج الرئيسي الذي انطلقت القناة من خلاله في كانون الثاني (يناير) عام 2017 قبل أن يُقصى كمال بطريقة غير لائقة في آب (أغسطس) عام 2019 ويظهر بعدها في قنوات أخرى لفترة محدودة... تلاها غياب طويل انتهى بخبر العودة الذي ربطه بعضهم بالانتخابات الرئاسية المصرية، والحاجة إلى وجوه ارتبط بها الجمهور في فترات سابقة لكن في ظلّ غياب أي تفسير لسبب الإطاحة به، أو الكشف عمن وقف وراء هذا الأمر في ذلك الحين. جاء الخبر ليثير حالةً من البلبلة داخل القناة المحسوبة مباشرةً على الرئاسة المصرية. وكان الإعلامي رامي رضوان، زوج النجمة دنيا سمير غانم، قد حلّ بديلاً لأسامة كمال ليقدم أربع حلقات من البرنامج، فيما استمرت إيمان الحصري في تقديم الحلقات الثلاث المتبقية بما أنّ البرنامج يبثّ منذ البداية على مدار الأسبوع. باتت المعضلة تتعلّق برامي رضوان الذي انتقل إلى «مساء dmc» من برنامج «8 الصبح» على الشاشة ذاتها، ويستحيل الآن عودته من جديد إلى البرنامج الصباحي. هنا ترددت معلومات عن وجود خطّة لنقله إلى قناة «الحياة»، إذ تراجع بشدة برنامج «الحياة اليوم» (تقديم لبنى عسل ومحمد مصطفى شردي) الذي يعدّ واحداً من أقدم برامج الـ«توك شو» المصرية. ومع تردد تلك الأقاويل، تنطلق علامات استفهام بلا إجابات، إذ من المعروف أنّ «الشركة المتحدة» (تابعة مباشرةً للاستخبارات المصرية) لا تتخلى عن منتسبيها طالما أنّهم لم يرتكبوا أي أخطاء. بالتالي، حتى لو تراجع مستوى برنامج، أو توجد خطة لاستبدال مقدّميه، فلا بد من تجهيز برامج أخرى بديلة. وهذا ما هو متوقَّع في حال الاستغناء عن شردي أو عسل، أو كلاهما من تقديم «الحياة اليوم».
على خط مواز، يتردّد بقوة خبر عن وجود نية لنقل برنامج «معكم منى الشاذلي» من قناة cbc التي انطلق عبرها قبل نحو عشر سنوات إلى قناة ON في محاولة لاستعادة جماهيرية القناة المتراجعة منذ سنوات حيث لا يتابع جمهورها إلا برنامج «كلمة أخيرة» للميس الحديدي. كما أنّ برنامج «سهرانين» لأمير كرارة توقف بسبب الأزمة المالية، وباتت سهرات نهاية الأسبوع خالية تماماً، بحثاً عن بديل توافر في المحتوى الذي تقدمه الإعلامية المخضرمة منى الشاذلي، إذ تحقّق انتشاراً كبيراً في معظم حلقات برنامجها. اللافت هنا أنه في الوقت الذي تنفي فيه «الشركة المتحدة» احتكارها للسوق، لا تجد إدارتها غضاضة في نقل برنامج من شاشة إلى شاشة كأنّ المحتوى تحول إلى موظف في وزارة حكومية يمكن نقله من إدارة إلى أخرى من دون اعتراض. ومع استمرار لعبة الكراسي الموسيقية ليس على مستوى المذيعين فقط، بل البرامج أيضاً، تتزايد الأسئلة حول من سيملأ فراغ الشاذلي على شاشة cbc؟

يتعامل النظام مع لميس الحديدي وخيري رمضان وإبراهيم عيسى على أنّهم غير مأموني الجانب

اللافت في هذا السياق أنه في الوقت الذي ستنتقل فيه مقدمة «معكم» إلى ON، ما زال العاملون في القناة ينتظرون موعداً حاسماً لعودة الإعلامية لميس الحديدي من إجازتها وتقديم البرنامج الرئيسي من السبت إلى الثلاثاء. علماً أنّه كان من المفترض أن تنتهي الإجازة في مطلع شهر أيلول (سبتمبر) الحالي. ويُنسب للحديدي دائماً مناوأتها للتعليمات المستمرة التي تأتي من إدارة الشركة ومحاولتها الدائمة لتقديم محتوى مستقل من دون التقيد بالتوجيهات. غير أن الموقف السلبي من عمرو أديب مقدم برنامج «الحكاية» على «أم. بي. سي. مصر» (راجع «الأخبار» 12/9/2023)، يؤثر كما يقول العالمون ببواطن الأمور على موقف لميس الحديدي. وكلاهما ومعهما خيري رمضان وإبراهيم عيسى، يتعامل معهم رجال النظام باعتبارهم إعلاميين غير مأموني الجانب. وهو ما يفسر أيضاً عدم عودة برنامج «حديث القاهرة» إلى شاشة «القاهرة والناس» رغم انتهاء الإجازة الصيفية وسط أقاويل عن تقليص حلقاته من سبع إلى خمس أسبوعياً، على أن يقدم إبراهيم عيسى ثلاث حلقات، ويكتفي خيري بحلقتين بعد اعتذار الإعلامية كريمة عوض عن عدم الاستمرار.