دمشق | كلّ حديث عن أنّ المغنية السورية فايا يونان أخذت فرصاً أكبر من حجم موهبتها، يبقى في إطار العشوائية وعدم الجدية، طالما أنّه لا يقترن بالحجة والدليل. حالما تعلن ابنة حلب عن حفلة ما، وخصوصاً في سوريا، تبرز آراء افتراضية تعتبر أنّ أهل دمشق أحقّ بمسارحها، كأن الفنانة الشابة ليست سورية ولها في هذه البلاد ما للمقيمين فيها. في عام 2016، أحيت يونان حفلة في «دار الأوبرا» في دمشق قبل أن تطلّ في أكثر من فضاء محلي، من دون أن تسلم، إلّا نادراً، من الهجوم المنظّم. ومع ذلك، لم تنحدر فايا يوماً إلى درك الردود المنفعلة أو السجالات الفارغة على السوشال ميديا، ملتزمةً الردّ من خلال منجزها الفني، القائم على أغنيات متفرّدة عن السائد على الساحة التجارية، متعاونةً مع كتّاب وملحنين واعدين. هكذا، تسبح فايا عكس التيّار، متسلّحةً بمقوّمات آسرة، منها الجمال والكاريزما والعفوية.

تقدّم في حفلتها أعمالاً آشورية وسريانية وتراثاً شامياً ومختارات من ألبومها الجديد

قبل أيّام، أعلنت «دار الأوبرا السورية» عن موعد حفلة جديدة لفايا يونان في 20 أيلول (سبتمبر) الحالي، بإشراف الموسيقي جورج طنّوس. كان يفترض أن يحظى الخبر باهتمام واسع، وخصوصاً مع نفاد البطاقات بلمح البصر وفق ما أوردت صفحات الدار على مواقع التواصل الاجتماعي. لكنه تراجع مرتبة إلى الوراء، ليحلّ مكانه نبأ مغاير قطف الاهتمام الإعلامي، يفيد بأنّ صاحبة أغنية «فصول الحياة» ستتقاسم بطولة مسلسل «تاج» (دراما سورية خالصة، كتابة عمر أبو سعدة وإخراج سامر البرقاوي وإنتاج «الصبّاح إخوان» لصالح MBC ــ يُعرض في رمضان 2024 ويصوّر بين لبنان وسوريا) مع النجمين بسّام كوسا وتيم حسن. وستكون هذه التجربة التمثيلية الثانية ليونان بعد مشاركتها في المسلسل الكوميدي «ذهب غالي» ( لم يعرض بعد، كتابة محمد سليمان عبد المالك وإخراج محمود عبد التوّاب وإنتاج محمد مشّيش).
في حديثها معنا، توضح فايا أنّها وصلت لتوّها إلى بيروت قادمة من السويد حيث تقيم عائلتها، على أن تقصد دمشق للحاق بالبروفات قبيل الحفلة الذي ستسافر بعدها فوراً إلى بغداد، حيث تحلّ ضيفة على «معرض بغداد الدولي للكتاب» الذي يُختتم في 27 أيلول. أما عن برنامج أمسيتها الدمشقية، فتقول: «أعود إلى مسرح الأوبرا بعد إصدار ثلاثة ألبومات ومجموعة كبيرة من الأغنيات المنفردة. حرصت على أن يكون البرنامج منوّعاً، علماً أنّني أملك خمس أغنيات تتغزّل بالشام كنت أودّ تأديتها كلّها. لكن حرصاً على التنويع، آثرت اختيار بعض منها، إضافة إلى تضمين الريبيرتوار أعمالاً آشورية وسريانية وتراثاً شامياً ومختارات من الألبوم الجديد «أصواتنا»...». وتضيف: «أواجه هذه المرّة صعوبة بالغة في اختيار البرنامج لخصوصية هذه السهرة مع فرقة مؤلفة من 25 عازفاً محترفاً بإشراف جورج طنّوس».
أما عن موجات الانتقادات، فتؤكد «غبت عن هذا المسرح (الأوبرا) قرابة سبع سنوات، وكنت أودّ الانطلاق منه وهو ما حصل فعلاً، إذ كانت أولى حفلاتي على خشبته، رغم أنه لم يكن في رصيدي سوى أغنية واحدة خاصة. أما اليوم، ومع تطوّر تجربتي الفنية نسبياً، يُفترض أن تكون مسارح البلاد لكلّ أبنائها».
على الرغم من أنّها السهرة الأولى لفايا في هذا الصرح العريق منذ سنوات، يوجّه الإعلام الضوء إلى خبر مشاركتها في «تاج». في هذا السياق، توضح صاحبة أغنية «أحبّ يديك» أنّها ستكتفي بتأكيد الخبر فقط التزاماً ببنود العقد الذي وقّعته، «لكن يمكن القول إنّني حصلت على هذه الفرصة بعد اختبار أداء أجريته أمام المخرج سامر البرقاوي وفريق العمل، وسأخضع لتدريبات على يد خبير مسرحي لبناني قبل دوران الكاميرا».
في هذا الإطار، تكشف مصادر مطلعة لـ «الأخبار» أنّ الدور الذي تؤديه فايا لن يكون لمغنية، كما أنّها لن تقّدم أغنيات إلا بشكل عابر كنوع من استثمار لموهبتها الغنائية. أما المشرف على تدريبها، فسيكون الممثل والمخرج المسرحي اللبناني عصام بو خالد. وتلفت المصادر نفسها إلى أنّ الاختيار وقع على فايا «بعد بحث في احتمالات عدّة وليس اعتباطياً، وخصوصاً أنّها ستخوض تجربة التمثيل هذه المرة في مسلسل كبير تسبقه حملة دعائية واسعة، ويعرض على أهم الفضائيات والمنصّات العربية، أي إنّ جماهيريته مضمونة. اختيار فايا أتى بناءً على اعتبارات كثيرة، أهمّها الموهبة والشكل والجمال والكاريزما إلى جانب العفوية... وتلك مقوّمات أساسية في فن التمثيل التلفزيوني».