منذ بدء «طوفان الأقصى»، يتباكى الغرب ونجومه على «المدنيين» الإسرائيليين الذين تستهدفهم حركة «حماس»، وسط سيل من الأخبار الكاذبة التي يتمّ التصدّي لها على مواقع التواصل الاجتماعي وعبر وسائل الإعلام. كيف لا؟ فالمستوطنون أعلى شأناً من أهالي غزّة وتاريخ الصهاينة ليس حافلاً بقتل المدنيين والعزّل وتهجيرهم واغتصابهم والتنكيل بهم منذ أكثر من سبعة عقود. وفي الوقت الذي قد لا يبدو فيه مستغرباً استنكار استهداف المدنيين في كيان العدوّ وعدم ذكر الضحايا الفلسطينيين أو المساواة بينهم، تغرق غالبية المشاهير العرب والأجانب المعروفين بدعمهم للقضية الفلسطينية في مواقف مبهمة وفضفاضة توازي بين الضحية والجلاد. لعلّ أبرز هؤلاء عارضة الأزياء الأميركية الفلسطينية الأصل، جيجي حديد، التي عُرفت دوماً وشقيقتها بيلا بدعم القضية، وتعرّضتا على مواقع التواصل الاجتماعي لحملات تشويه واتُهمتا بالترويج «للإرهاب». كما عرقل موقف جيجي الواضح والصريح ممّا يحدث في بلدها الأمّ جزءاً من عملها، وقطع علاقاتها ببعض الشخصيات والجهات التجارية، كما خسرت عدداً من الأصدقاء، وفقاً لما أكّدته مراراً.لكن ابنة رجل الأعمال محمد حديد تواجه منذ ساعات انتقادات واسعة على السوشال ميديا، بسبب أحدث منشوراتها على حسابها الرسمي على إنستغرام الذي يحظى بـ 79.2 مليون متابع، إذ علّقت فيه على «طوفان الأقصى» بعد أيّام من العملية بطريقة تساوي فيها بين الضحية والجلّاد. هكذا، كتبت جيجي: «أفكاري مع المتضرّرين جميعهم من هذه المأساة غير المبرّرة... يومياً، تزهق أرواح بريئة بسبب هذا الصراع ــ وكثير منهم من الأطفال... أشعر بتعاطف عميق وحسرة تجاه النضال الفلسطيني والحياة تحت الاحتلال. إنّها مسؤولية أتحمّلها يومياً. أشعر أيضاً بالمسؤولية تجاه أصدقائي اليهود... فلأوضح الأمر كما فعلت من قبل: بينما لدي أحلام وآمال للفلسطينيين، لا يتضمن أي منها تعرّض أي شخص يهودي لضرر».
وتابعت الموديل البالغة 28 عاماً: «إنّ ترويع الأبرياء لا يفيد حركة تحرير فلسطين. وفكرة أنّ الأمر ينفع في هذا السياق، غذّت دورة مؤلمة ومدمرة من الانتقام (الذي لا يستحق أي مدني بريء، فلسطينياً أو إسرائيلياً، أن يكون ضحية له) وتساعد على إدامة الفكرة الخطأ القائلة إنّ كونك مؤيداً لفلسطين يعني إنّك معادٍّ للسامية». وختمت جيجي البوست بأنّه «إذا كنت تتألّم، وأنا أشارك تعازي اليوم مع أحبائي الفلسطينيين واليهود على حد سواء، فأنا أرسل لك حبي وقوّتي ــ أياً كنت وأينما كنت. هناك كثير من المشاعر المعقدة والشخصية والمحقّة، لكن كلّ إنسان يستحق الحقوق الأساسية والمعاملة الحسنة والأمن، بغض النظر عن جنسيته أو دينه أو عرقه أو مكان ولادته. أعلم أنّ كلماتي لن تكون كافية أبداً ولن تشفي الجروح العميقة لكثيرين، لكنني أصلّي دائماً من أجل سلامة الأرواح البريئة».
وأمام موقف جيجي حديد الذي وُصف بـ «المخزي» و«المتخاذل» و«المهين» لنضالات شعبها و«المتملّق» لإسرائيل والولايات المتحدة، برزت المقارنات بينها وبين نجمة الأفلام الإباحية السابقة ميا خليفة. منذ السبت الماضي، تتّخذ المدوّنة الأميركية اللبنانية الأصل من حساباتها على السوشال ميديا، خصوصاً X، منابر لإعلان دعمها لفلسطين في المعركة الحالية، مستخدمةً هاشتاغ «حرّروا فلسطين». تناولت خليفة الموضوع في سلسلة من المنشورات والتعليقات الصريحة التي رأت فيها أنّ عدم دعم فلسطين «يعني أنّك في الجانب الخطأ». وتابعت: «إذا تمكّنت من مشاهدة الوضع في فلسطين ولم تقف إلى جانب الفلسطينيين، فأنت تنحاز إلى نظام الفصل العنصري...». كما أنّها وصفت الفلسطينيين بـ «المقاتلين من أجل الحرية».
ونتيجة لهذا، انتهت صفقة ميا مع شريكها التجاري المذيع الكندي تود شابيرو، كما أوقِف تعاونها مع مجلة «بلاي بوي» التي أبلغت مشتركيها في رسالة إلكترونية بطرد خليفة وحذف قناتها عن منصّتها.