وجّه عددٌ من المثقّفين العرب رسالة إلى المثقّفين والأدباء والفنانين في الغرب، مطالبين إيّاهم بمقابلة «نضال الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه الوطنية المشروعة والعادلة بالنّصرة والتأييد، أسوة بما تفعله قطاعات اجتماعية حيّة من شعوب بلدان الغرب عبر تظاهراتها المناصرة للحقوق الفلسطينية، والمندّدة بممارسات القمع والقتل والاستيطان والحصار وتغيير المعالم التاريخية والدينية لفلسطين: التي تقوم بها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية».

وتابعت الرسالة: «لقد كنّا ننتظر ذلك من مثقّفي الغرب لأنّنا نرى فيهم الفئة الحيّة المؤتمنة، في مجتمعاتها، على حماية المبادئ والقيم الكبرى التي صنعت الحضارة الإنسانية الحديثة والمعاصرة». وطالب الموقّعون بـ «عدم الانسياق وراء السردية الرسمية في الغرب التي ترى في النضال الفلسطيني المشروع «إرهاباً»... اتهام المقاومة ووصفها بـ «الإرهاب» انتهاك صارخ لمبادئ القانون الدولي الذي يقرّ بحق الشعوب في تحرير أراضيها المحتلة بالوسائل كافّة، بما فيها المسلحة». وأضافوا: «هذا الخلط المتعمّد بين المقاومة والإرهاب لن يكون من شأنه سوى تسويغ الاحتلال وتسفيه كلّ مقاومة مشروعة في التاريخ الحديث وتزوير مضمونها الوطني»، متسائلين في الوقت نفسه: «هل يوجد في بيئات المثقفين في الغرب، من هو مستعدٌ ــ فكرياً ونفسياً وأخلاقياً ــ لوصف المقاومات الأوروبية الوطنية للنازية بأنّها حركات إرهابية؟».
وطالبت الرسالة بحوار «مشترك حول القيم والمبادئ المشتركة من أجل تصحيح السردية الخاطئة حول القضية الفلسطينية وحقوق شعبها ونضاله المشروع على قاعدة مرجعية المبادئ الكبرى الإنسانية: بصدق وشفافية… بعيداً عن كل نفاق أو خداع أو ازدواجية في المكاييل... وهذا ما تهدف إليه هذه الرسالة التي يحرص موقعوها على وجوب إبطال هذا التمييز في تطبيق أحكام تلك المبادئ على الشعوب والأمم».
لغاية كتابة هذه السطور، وقّعت على الرسالة 87 شخصية، بين باحثين ومسرحيين وسينمائيين وروائيين وتشكيليين وموسيقيين وشعراء من معظم البلدان العربية، من بينهم: أدونيس، ومارسيل خليفة، وعزيز العظمة، وشوقي بزيع، وناجية الوريمي، والطاهر لبيب، وعلوية صبح، ونبيل سليمان، ومحمد بنيس، وغيرهم.
علماً أنّ الرسالة تُعدّ أوّل رد فعل ثقافي عربي موحّد ضدّ المجزرة التي يتعرّض لها الفلسطينيون التي قتلت الآلاف لغاية الآن غالبيتهم من الأطفال والنساء، مظهرةً نفاق الغرب وإعلامه في الدفاع عن حقوق الإنسان.