أغلِقوا «نيويورك تايمز»

حاملين شعارات عدة أبرزها «قفوا بجانب فلسطين وأنهوا الاحتلال»، و«فلسطين ستكون حرّة»، و«أوقفوا المساعدات الأميركية لإسرائيل»، شهد مبنى صحيفة «نيويورك تايمز» في مانهاتن يوم السبت، تظاهرة ندّدت بتغطيتها للحرب على غزة، وتواطئها مع الإبادة الصهيونية الجارية في القطاع عبر أدائها المنحاز إلى الكيان العبري. وصرخ المتظاهرون مطالبين بإقفال الصحيفة التي دأبت، مع غيرها من المنظومة الإعلامية الغربية على رأسها bbc، على التعمية على الجرائم الإسرائيلية المرتكبة عبر التضليل بل التبرير للمجزرة كما فعلت bbc التي نشرت قبل أيام من مجزرة «مستشفى المعمداني» تقريراً يُشير إلى وجود مقرات وأنفاق للمقاومين تحت المستشفيات والمنشآت المدنية.

«العبرية» بلا منازع
تستحق «العربية» لقب «العبريّة» على أدائها في العدوان الجاري على غزة. منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023، تحوّلت الشبكة السعودية إلى منصّة تخدم صورة العدوّ، قبل أن تذهب حدّ المجاهرة بمواقفها المنحازة إلى كيان الاحتلال، وكلّ ذلك معلّب ضمن شعارات «السلام» (الأخبار 1/11/2023).


تجلّيات التغطية المنحازة تبدأ بالمصطلحات المستخدمة مثل «الحرب» و«النزاع» وكأنّها حرب بين طرفَين متساويَين في القوّة، لا عدوان مجرماً على مدنيّين أبرياء وإبادة جماعية بحقّهم. تستخدم تعابير «مليشيات» للإشارة إلى حركات المقاومة، فيما تُشير إلى الأراضي المحتلّة على أنّها «إسرائيل» وتنشر تقارير تدعم أكاذيب إسرائيل في عدوانها الهمجي من بينها أنّ «مستشفى الشفاء» في غزة هو مقر عمليات حركة «حماس» في غزة. في كل الأحوال، بمجرد أن أشادت وجوه إعلامية صهيونية بتغطيتها على حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، فذلك كافٍ لِتصوُّر أدائها وانحيازها الكامل إلى إسرائيل. آخر فصول القناة الترويج أنّ «حماس» هي المسؤولة عن خرق الهدنة، عبر مراسلتها في القدس المحتلّة لانا كالغالصي التي أوردت في الأول من كانون الأول (ديسمبر) أنّ «حماس» كانت المسؤولة عن خرق الهدنة عبر «إطلاق تسع رشقات صاروخية من قطاع غزة نحو مستوطنات الغلاف، وأنّ رشقة أخيرة كانت على مستوطنة عسقلان»، مضيفة أنّ القبة الحديدية استطاعت اختراق بعض الصواريخ. وتابعت أنّ هذه الصواريخ بدأت «قبل حتى انتهاء الهدنة التي كانت مقررة أن تنتهي في الساعة السابعة من صباح اليوم (الجمعة)، لكنّ الصواريخ أُطلقت في الساعة السادسة والنصف». واعتبرت أنّ هذا الأمر شكّل مفاجأة، وخصوصاً «أنّ الصحف الإسرائيلية، منذ الأمس، كان عنوانها الأبرز أنّ الهدنة ربما ستستمرّ حتى يوم الأحد، ومن بعد يوم الأحد سوف يكون هناك تجديد».

أيّها المسوخ، محمد ليس «دمية»


تتواصل حرب التضليل وبثّ الشائعات والأكاذيب خدمةً للسردية الصهيونية. إذ هزّت صورة الرضيع الفلسطيني، محمد هاني الزهار البالغ خمسة أشهر، ملايين الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي. وكان مشهد الرضيع الشهيد صادماً، بحجمه الصغير، وعينيه البريئتين المفتوحتين على وسعهما، وفمه المكوّر، بينما كان محمولاً بين ذراعي جدّه ومن ثم أمّه. ومع انتشار الخبر على ملايين الحسابات، انبرت وسائل الإعلام والحسابات المتصهينة إلى التشكيك والترويج أنّ الصورة هي «مجرد دمية» من بينها صحيفة «جيروزالم بوست» الصهيونية والحسابات الإسرائيلية. وسرعان ما انتشرت فيديوات التشييع التي تظهر الرضيع، الذي استُشهد في الأول من الشهر الحالي، في غارة إسرائيلية استهدفت منازل سكنية في دير البلح في قطاع غزة.

استشهاد المصوّر محمد فرج الله


بات معلوماً أنّ إسرائيل تحاول المستحيل لتغطية الإبادة الجماعية التي ترتكبها في غزة، بالترغيب والترهيب وكل الوسائل الممكنة. وبات معلوماً أيضاً أنّ الإعلام يقع على رأس بنك الأهداف الصهيونية، حتى حوّل الكيان العبري «الحرب الذي يشنها على قطاع غزة، إلى أكبر مقتلة للصحافيين في التاريخ الحديث» وفق تصريح لـ «المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان». منذ عملية «طوفان الأقصى» في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) والاحتلال يستهدف الصحافيين والإعلاميين والمصورين بشكل مباشر، إلى جانب تهديدهم واستهداف عائلاتهم حتى وصل عدد الشهداء من الصحافيين الفلسطينيين في القطاع إلى 73 صحافياً بعدما انضم إليهم، أول من أمس، المصور محمد فرج الله في الغارات الإسرائيلية على شمال قطاع غزة.