تونس | ضمن نسخة استثنائية تصدّرت فلسطين عنوانها الأبرز، افتتح وزير السياحة والصناعات التقليدية التونسي، معز بن حسن، أوّل من أمس الأربعاء، الدورة الخامسة والخمسين من «مهرجان الصحراء الدولي» العريق في مدينة دوز التي توصف بأنّها بوّابة الصحراء الكبرى في محافظة قبلي (جنوب غرب). المهرجان الذي انطلق عام 1910 كتظاهرة احتفالية للبدو الرُحّل من سكّان الصحراء، تغيّر برنامجه لهذا العام ليكون منصّة مساندة لفلسطين في ظلّ حرب الإبادة التي تشنّها إسرائيل على قطاع غزّة. هكذا، ألغيت كلّ المظاهر الاحتفالية مثل السهرات الموسيقية وعروض الفنون الشعبية التي دائماً ما شكّلت روح الحدث الذي يستقبل سنوياً عشرات الفرق الفولكلورية بألوانها المميزة من مختلف جهات البلاد، ومن ليبيا والجزائر والصعيد المصري والأردن وسوريا والكويت والسعودية… تخلّت نسخة 2023 عن هذه الفقرات التي كانت تستقطب آلاف السياح، كما ألغت لوحة العرس التقليدي لسكّان المدينة الذين ينحدرون من بادية نجد في الجزيرة العربية. واستُعيض عن ذلك بالنشيد الوطني الفلسطيني ورفع علم فلسطين، بحضور نحو 100 ألف شخص في ساحة حنيش التي تعدّ من أكبر مسارح العالم، إذ تمتدّ على مساحة 14 هكتاراً. كما تغنّى الشعراء الشعبيون (النبطيون) بالمقاومة الفلسطينية في الوقت الذي تبثّ فيه المقاهي والمحال التجارية منذ أيّام الأغاني الفلسطينية، وخصوصاً تلك التي تحمل توقيع فرقة «العاشقين».
وتمثّل مدينة دوز (تبعد عن العاصمة حوالى 700 كيلومتر) المفتوحة على الصحراء الليبية والجزائرية، الوجهة السياحية الأولى في تونس في هذه الفترة من كل عام، إذ يتغيّر إيقاع المدينة في مناسبة مهرجانها ذي الطابع السياحي. ولم تختلف توزر المجاورة، عاصمة الجريد وبلد شاعر «إرادة الحياة» أبو القاسم الشابي، عن هذا الإيقاع التضامني مع فلسطين في مهرجانها الدولي للواحات الذي حمل اسم فلسطين في هذه النسخة، بحضور سفير فلسطين في تونس، هاني الفاهوم، الذي حضر الافتتاح يوم الثلاثاء الماضي.
 وفي هذه المناسبة، دُشّنت «ساحة فلسطين»، كما غيّر «مهرجان الواحات» برنامجه ليصبح تضامنياً مع فلسطين. إذ انتشرت أعلام فلسطين في المدينة وانخرط الشباب في أداء رقصة الدبكة الفلسطينية حاملين الكوفية، وسط التخلّي عن كلّ المظاهر الاحتفالية المعتادة.
وستتواصل فعاليات التضامن مع فلسطين في أكبر مهرجانَيْن سياحيَيْن في تونس حتى يوم غدٍ السبت. يُذكر أنّ وزارة الثقافة ألغت كل البرامج الاحتفالية تضامناً مع غزّة والشعب الفلسطيني الذي يواجه مذبحة غير مسبوقة منذ حوالى ثلاثة أشهر.