جرت العادة بين بعض لاعبي الورق في سوريا أن يطلقوا لقب «مكانسي» على أكثرهم دماثة لكن أقلّهم حظّاً. الأمر مرتبط باسم الممثل السوري غسّان مكانسي (1950 ــ 2024/ الصورة) الذي انطفأ يوم الجمعة الماضي. قرّر الراحل أن يكون سفيراً لمدينته حلب التي انتمى إليها كلياً، رغم كثرة سفرائها. كيف لا؟ ولهجة عاصمة الشمال وروح فكاهتها طغتا على شخصيته وصدّرتاه كما يتمنى كل ممثلي التلفزيون: قريبٌ من القلب وصاحب نكتة يمتاز حضوره بالدماثة. هكذا، تكرّست الفكرة مع مرور السنين، ثم مع تمكّن مكانسي من إيجاد مساحة لا بأس بها على مستوى الدراما السورية، وخصوصاً تلك التي تنطلق من البيئة الحلبية وتستمد قوامها من روح المدينة الغنية بالتاريخ والتراث والحكايات التي تصلح لأن تكون دراما مشوّقة، ولا سيّما أنّه كان حلبياً حتى النخاع بتركيبته النفسية وأدائه ومظهره الخارجي.بدأ مشواره المهني كمعدٍّ ومخرج إذاعي، ثم راح يلعب كممثل على خشبة المسرح وعلى شاشتَي السينما والتلفزيون، فيما شغل منصب مدير فرقة «مسرح الساعة»، ومدير مسرح نقابة الفنانين، وأميناً سابقاً لسرّ النقابة التي انضمّ إليها منذ عام 1967، ومدير «نادي شباب العروبة للآداب والفنون».


أما بداية الاحتراف، فكانت على يد عبد الوهاب الجرّاح، والد الممثل السوري المعروف محمد خير الجراح، فيما كان الراديو بوّابته الحقيقية نحو الجمهور عبر «إذاعة حلب» في المسلسل الإذاعي «صور ملونة»، قبل أن ينال التلفزيون لاحقاً الحصّة الأوفر، إذ لعب أدواراً أساسية في مجموعة كبيرة من الأعمال السورية، أبرزها «سيرة آل الجلالي» و«قوس قزح» (خالد خليفة وهيثم حقي)، و«يوميات مدير عام 1» (زياد الريّس وهشام شربتجي)، و«كوم الحجر» (كمال مرّة ورضوان شاهين)، و«روزنا» (جورج عربجي وعارف الطويل)، وغيرها.