رغم اقتراب عدد أيام التصوير من 180 يوماً وهو رقم قياسي لم يسبق للدراما السورية أن بلغته في تاريخها، ما زالت كاميرا المخرج محمد زهير رجب تدور لتسجّل مشاهد مسلسل «الصديقات» (كتابة أحمد السيد بمشاركة جودت البيك، بطولة: سوزان نجم الدين، صباح الجزائري، وصفاء سلطان، وإمارات رزق، ورنا شميس، وفايز قزق، ورامي الأحمر، وروعة السعدي...) الذي يُفترض عرضه على الشاشات العربية في رمضان.العمل الذي شاب تصويره الكثير من التأخير بسبب عدد من الظروف، سيُبصر النور على مجموعة من المحطّات في رمضان. وفقاً لما يقول صنّاعه، يطرح المسلسل شكلاً مغايراً لحياة راقصات هجرن المهنة والملاهي، وأخذتهن الحياة إلى دروب مختلفة، مع بقاء علاقتهن متّقدة، ليكون الرقص بمثابة تاريخ الحكاية وحالتها التأسيسية. في زيارتنا لموقع تصوير العمل، التقينا مخرجه محمد زهير رجب الذي قال لنا بأنّ مسلسله يبحث في «الوجه الآخر للراقصات ويضيء على جوانب إنسانية في شخصيتهن، بشكلٍ يجرّب إيصال رسالة تنفي النظرة السائدة والدونية لهذا المجتمع منذ زمن وضرورة عدم تعميمها». ويضيف: «هذا المفصل الذي أغراني، وأخذني للبحث نحو إمكانية تقديم النص في صياغة أكثر حداثة، وروح حكائيّة لم تُعرض سابقاً، انسجاماً مع الرغبة العميقة بالابتعاد عن التكرار والمباشرة حتى في تكنيك السيناريو والحالة المشهدية». ويتابع المخرج السوري: «سينطلق العمل من تشابك حياة خمس راقصات قبل خمسة وعشرين عاماً، وسيتعاقب الزمن منذ بدايتهن حتى نهاية مسيرتهن الحافلة، مع مراعاة الاختلاف في تفاصيل كل شخصية وتباينها الحاد عن الأخرى، من دون إغفال البحث عن السبب الذي جعل كل واحدة منهن تصل إلى المكان التي هي عليه في القصة. وإن تقاطعت الأسباب التي طرحت ربما في أعمال سينمائية عربية سابقة، فإننا نجرّب التفرّد في صوغ تلك الأسباب، ولو كانت هي ذاتها التي وقفت وراء كل شخصية وجعلتها تصل إلى احتراف مهنة الرقص. كما تجمع الراقصات علاقة صداقة متينة جعلتهن يقفن معاً في وجه الظلم لمدة تناهز ثلاثين عاماً». من جانب آخر، يوضح محدّثنا بأن نصّه يتطرّق إلى مشكلة جوهرية هي أطفال الملاجئ والفساد أيضاً. تلعب النجمة السورية سوزان نجم الدين بطولة العمل، إذ تجسّد شخصية راقصة سابقة إيجابية ومحبّة تحاول مساندة الآخرين ودعمهم ولو على حسابها. في حديثنا معها، تقول عن دورها: «الرقص يعني لي كثيراً، وخصوصاً أنّ خطوتي الأولى كانت مع فرقة «زنوبيا» للباليه والفنون الشعبية. لكن الحلم مرتبط بعمل استعراضي كامل يتّكئ على قصة أقدّمها عن طريق الجسد. أودّ لعب شخصية استعراضية أضع طاقتي التمثيلية فيها». من جهتها، تقول النجمة ديمة الجندي عن دورها: «أجسّد شخصيّة سيدة مترفة بالإيمان أوصلتها ظروفها إلى مكان لا يشبه شخصيتها، ثم تصاعدت الأمور داخل روحها حتى وصلت إلى غايتها وفقاً لقناعتها، فاعتزلت كل شيء، ثم راحت تتقفّى أثر حالة إنسانية نتيجة ظروف معقدة عايشتها سابقاً، وقد تركت داخلها ندوباً إنسانية بليغة جعلتها تلتفت إلى حلم مرتبط بتلك الظروف، وخصوصاً أنها لم تتمكّن من الإنجاب رغم رغبتها العارمة في ذلك». من ناحيتها، تلعب الممثلة زينة ساروتي شخصية «فرح»التي تقول عنها: «هي تُشبه اسمها. تتسم بالعفوية، تجمعها الحكاية مع «نادين» (روعة السعدي) التي ستكون صديقتها المقربة في العمل، إذ تربّيتا في ميتم واحد، لكنهما تختلفان في غالبية تفاصيل شخصيتهما. وعند خروجهما من الميتم، كانت كلّ واحدة منهما قد بنت شخصيتها الخاصّة».
يبعث رسالة تنفي النظرة السائدة والدونية لهذا المجتمع


أما الممثلة رنا ريشة، فتطلّ في شخصية «ليلى» ابنة «عبير» (تؤدي شخصيتها سوزان نجم الدين) إحدى الصديقات اللواتي يلعبن أدوار البطولة في العمل اللواتي يعملن راقصات شعبيات يواجهن مجموعة كبيرة من التباينات الحكائيّة خلال سيرة العمل. ستتأثر ليلى بتلك الأجواء، كما ستعاني من تبعات انفصال والديها. نراها لاحقاً مدرّبة رقص، لنجدها نسخة جديدة من الصديقات في نهاية العمل. تعيش مع والدتها، وعندما يظهر والدها، تنكر وجوده في حياتها، لنرى محاولة إعادة الأب علاقته مع ابنته من جديد.
من جهته، يُقدّم الممثل مؤنس مروة دور «رائد»، وهي شخصيّة خيّرة جداً تشبه في مكان ما صاحبها من حيث المروءة والنبل. هذا الشاب يحمل للمشاهد مفاجآت كثيرة خلال العمل، فيما يلعب رامي أحمر شخصية «رؤوف» الذي تجمعه علاقة حبّ بـ «نادين» (روعة السعدي). من أجل هذه العلاقة، يدخل في صراع مع كل المحيط وتتطور الأحداث بين الطرفين ويقع عدد من المشكلات بينهما لكنها تتوّج بطريقة جميلة في النهاية. عن هذه الشخصية، يقول الممثل الشاب: «إنّها حالة مركبة تحمل بُعداً مهماً يظهر في النهاية، كما أنها مغامرة وشيء جديد أجرّب صوغه تجسيدياً في هذا الدور». وتمنى أحمر أن يترك الدور أثراً إيجابياً، «لكنني أعلم مسبقاً الكم الهائل من الانتقادات اللاذعة والتنمّر الذي سيتعرض له بسبب الأحكام المسبقة التي اعتدناها».