حملات الصحة ظهرت أيضاً في «المعلم» (كتابة محمد الشواف، إخراج مرقس عادل ــ حصرياً على «الحياة»، وWatch it، و«شاهد») حيث تؤدي سهر الصايغ شخصية زوجة البطل التي تدير صيدلية تدخلها سيدة فقيرة غير قادرة على تحمّل تكاليف علاج مرض السكر، فتنصحها «الدكتورة زمزم» باللجوء إلى مبادرة 100 مليون صحة والتسجيل في مشروع «تكافل وكرامة» الذي سيوفر لها خدمات علاجية مجانية. لا تذكر الشخصية أنّ هذين المشروعين وغيرهما برعاية السيسي، ولكنّ صنّاع العمل يفترضون أنّ مشاهدي العمل المعروض حصرياً على قناة تابعة لـ «الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية» (التابعة للاستخبارات) لم يسمعوا قبلاً عن هذه الحملات التي تحاصر إعلاناتها المواطنين في كل زاوية. واللافت أنّ كاتب المشهد لم ينتبه إلى ما يحمله ضمناً، إذ يأخذ الحوار بين الشخصيتين صيغة النصيحة، كأنّ الصيدلانية تقدّم للسيّدة اكتشافاً، مع أنّ المنطقي أن تندهش لكون المرأة الفقيرة لم تسمع بالمشروعين من قبل وتلومها على عدم الإفادة منهما.
ولأنّ التنويع مطلوب، ذهب «صيد العقارب» (تأليف باهر دويدار، إخراج أحمد حسن ــ حصرياً على cbc وWatch it) في اتجاه مغاير. مشهد تم تداوله على نطاق واسع للممثل محمد نجاتي مع سكرتيرته التي تبدأ حديثها بأنّ أحد العملاء طلب مليون جنيه إضافية لإتمام صفقة تتعلق بمنطقة الجلالة (بجوار مدينة السويس). يوافق رجل الأعمال من دون تردّد أو تفكير، بشكل يدهش مساعدته التي ترى الرقم مبالغاً فيه. لكنه يرد كأنّه يلقي خطاباً بأنّ «المستقبل لمشروعي «الجلالة» و«العلمين» (بجوار مدينة مرسى مطروح)»، وأنّ «كل ما يقال عكس ذلك هو حروب سياسية، وعلى الجميع أن يركب قطار هذين المشروعين أو على الأقل «يتشعبط» فيهما، وإلا سيخسر كثيراً». يُفترض أن يكون هذا المسلسل موجّهاً لمن ينتمون إلى الطبقتين الفقيرة والمتوسّطة الذين يعتبرون أنّ هذا النوع من المشاريع خصم كثيراً من أرصدة الدولة وأسهم في العجز الدولاري الذي أدّى إلى زيادة التضخم بنسبة لم يعرفها المصريون حتى في أيام الحروب. لكن ذلك كله لم يقف عنده صنّاع العمل كثيراً، فالمهم هو تضمين الرسالة تنفيذاً للتعليمات.
قوبل «تكتيك» النظام بسخرية شديدة على السوشال ميديا
حتى البرامج الموجّهة مثل «حياة كريمة» باتت «أكثر توجيهاً». البرنامج المعروض على شاشة dmc ويقدّمه أيمن مصطفى، وهو وجه إعلامي غير جماهيري، ولكنه من اكتشافات «الشركة المتحدة»، من المفترض أنّه يقارب فكرة برنامج «الصدمة»، ولكن ليس بهدف كشف الدوافع والانفعالات الإنسانية، بل تأكيد تماسك الشعب المصري وصبره وتلاحمه رغم الأزمات. ذلك كله عبر مواقف تبدو مصطنعة، أبرزها إعادة تدوير قصة «عم ربيع»، وهو تاجر فاكهة مصري ظهر في فيديو تلقائي وهو يرمي حبات البرتقال على قافلة غذائية متجهة إلى غزة. بساطة الرجل ورسالته جعلته حديث الجميع، ولكن الرسائل الموجهة وضعته في موقف مغاير، إذ تم الاتصال به بحجة أنّ دار أيتام تريد زيارته والتبرّع بالفاكهة التي يبيعها، ليستجيب الرجل، ويتركونه في الشارع لمدة يتعرّض فيها لمواقف مصطنعة، كاقتراب مقدّم البرنامج منه وعرض ثمن مُبالغ فيه لقاء الفاكهة المتبرَّع بها، ثم ظهور رجل فلسطيني وابنه ليدور حوار حول الدعم المصري للفلسطينيين. كل ما فعله «عم ربيع» طواعية أُعيد على الشاشة تحت مظلّة «حياة كريمة»، ومن دون أصداء حقيقية على السوشال ميديا، لأنّ الناس ببساطة باتوا ينفرون من هذا النوع من المحتوى، فالرسائل السريعة التحضير، هي سريعة التبخّر أيضاً.
* «إمبراطورية ميم»: على dmc (س: 22:45)، و«dmc دراما» (18:05)، وWatch it.
* «المعلّم»: على «الحياة» (س: 21:45)، وWatch it، و«شاهد».
* «صيد العقارب»: على cbc (س: 19:30)، وWatch it.