أين أصبحت القصّة القصيرة اليوم من الفضاءات الثقافية؟ باستثناء اقتصارها على العروض، تمتدّ أيدي «مترو المدينة» الليلة لتطال هذا اللون الأدبي الذي يتطلّب مهارة في أداء القصة وروايتها، بالإضافة إلى المهارة الكتابية وسعة الخيال والإبداع.
الليلة، يحتفي «المترو» بالقصة القصيرة من خلال سهرة تحمل عنوان A Storytelling Night. بعدما أصبحت «القصيدة» ملاذ المدينة وحاناتها ومقاهيها الوحيد، ها هي القصة تعود إلى «المترو» مع الكتاب دويل أفنت، وأرميني شوكاسيزيان، وعبد الرحيم العوجي، وفرقة «زقاق» المسرحية.
إنّ إدراج هذا الشكل الأدبي بما يجمعه من فنون أداء في الصالات والفضاءات الفنية، يعيدنا إلى أيام كان الأطفال يتحلّقون حول حكواتي القرية. لكن المدينة اليوم أنتجت ما أنتجته من قصص مختلفة، ولكلّ منا أخباره وحكاياه الخاصة، لكنّ الكاتب المسرحي اللبناني عبد الرحيم العوجي (1981) نجم برنامج «شي. أن. أن» (الجديد) يركّز على نقطة أساسية هي «مهارة روي القصّة». يحتاج ذلك إلى تدريب وتقنيات خاصة وورشات عمل. ستقدَّم قصص «المترو» باللغتين العربية والإنكليزية، ولن يروي العوجي قصّة من تأليفه أو من القصص التي سبق أن نشرها، بل سيروي قصّة من التراث الفرنسي، فيما ستقدّم فرقة «زقاق» مقتطفات من عرض «خيط حرير» الذي يغرف من الميثولوجيا والخرافات والأساطير الحديثة، والقصص المعاصرة وأحداث الحاضر.
اختبر «المترو» مختلف أشكال العروض، من المسرح إلى الأفلام، والسهرات الغنائية والموسيقية والأمسيات الشعرية، نجح خلالها في خلق مساحة مهمّة لمشاركة الجمهور وتفاعله لا نجدها في الأماكن الثقافية الأخرى. بمساحته الصغيرة وديكوره الدافئ، استطاع هذا الفضاء الثقافي والفني إشراك الجمهور في العرض وإخراجه من دائرة التلقي فقط، بل فتح الباب أمامه في تقديم عروضه الخاصة أحياناً كأماسي الشعر. هكذا بعدما خصّص سهرة في كانون الأوّل (ديسمبر) الماضي للقصص القصيرة، سيتحوّل الليلة إلى أربعة فضاءات وأربع رحلات درامية، كوميدية أو خيالية مختلفة. لا بد من أنّ هذه التجربة ــ وإن كانت تشرك بعض المتخصصين هذه الليلة ــ ستأخذ شكلاً جديداً في «المترو»: الحكواتي والقصص المختلفة، ستعيد إلى أذهاننا حميمية الجلوس والإصغاء لقصّة بعدما سيطر الشعر أخيراً على معظم الأمسيات والفضاءات في بيروت.



A Storytelling Night
9:00 مساء اليوم ــ «مترو المدينة» (الحمرا ـ بيروت) ـ للاستعلام: 70/309363