القاهرة ــ الأخباركشفت مصادر إيرانية مطلعة، لـ«الأخبار» أمس، عن أن وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي أبلغ نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل، خلال لقائهما المفاجئ في القاهرة أول من أمس، بأن طهران «تتطلع إلى المشاركة كضيف شرف في القمة العربية في دمشق». وشدّد على أن «حضور الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد للقمة، إذا وجهت إليه دعوة رسمية، ينبغي أن يصب في خانة تعزيز العلاقات العربية ـــ الإيرانية».
ونقلت المصادر عن متكي تشديده على ضرورة «عدم الضغط كثيراً على دمشق وإفساح المجال لحل الخلافات بين العواصم العربية حتى لا يستفيد منها الأعداء». وأضاف أن «ترك سوريا مكشوفة يمثل تهديداً مباشراً للأمن القومي للعرب ولإيران».
وفي ما يخص الملف اللبناني، قالت المصادر إن متكي «أعاد التأكيد على اهتمام بلاده وحرصها على استقرار الأمور في لبنان ومنح اللبنانيين الفرصة من دون أي تدخلات أجنبية للتوصل إلى توافق في ما بينهم لحسم ملف الاستحقاق الرئاسي المعطل». ونقلت عنه القول «إذا كان مطلوباً من سوريا أن تستخدم نفوذها لدى أصدقائها في بيروت، فإنه يتعين على القوى الأخرى فعل الشيء نفسه»، معتبراً أن وجود علاقة سليمة بين دمشق a هو الوضع الطبيعي للأمور.
وقالت المصادر إن متكي والفيصل بحثا أيضاً العلاقات الثنائية بين السعودية وإيران والانفتاح الذي تشهده منذ زيارة الحج التي قام بها نجاد إلى السعودية أخيراً.
في هذا الوقت، استقبل الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق أمس نائب الرئيس الإيراني، برويز داوودي، الذي وصف العلاقات بين إيران وسوريا بأنها «استراتيجية»، مشيراً إلى أن إيران استثمرت مليار دولار في سوريا من خلال إقامة مصانع للاسمنت والسيارات، لكن التجارة بين البلدين «لم ترتق بعد إلى المستوى المتميز للعلاقات السياسية».
وفي إطار الإعداد للقمّة العربية، أفادت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية أمس بأن رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان سيرأس وفد بلاده إلى قمة دمشق، لتكون الإمارات هي أول دولة في مجلس التعاون الخليجي تؤكد حضورها رسمياً وعلى أعلى مستوى.
من جهة ثانية، شهدت العلاقات المصرية ـــ الإيرانية توتراً مفاجئاً، حيث استدعت وزارة الخارجية المصرية القائم بالأعمال الإيراني لطلب توضيحات في شأن سماح السلطات الإيرانية بتظاهرة أمام مقر البعثة المصرية في طهران، رفعت خلالها شعارات مسيئة إلى مصر وسياستها.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، حسام زكي، «إن السماح بمثل هذه التظاهرة بالطريقة التي جرت بها وبالشعارات التي رفعت والهتافات العدائية التي تم ترديدها يشكل رسالة سلبية بالغة لمستقبل واحتمالات تطوير العلاقة الثنائية بين البلدين». وأضاف «إنه من الغريب والمؤسف أن تلك التظاهرة جرت في اليوم ذاته الذي صودف فيه توقف وزير الخارجية الإيراني في مطار القاهرة لفترة قصيرة، جرى خلالها استقباله بكل الترحاب المصري وتقديم المجاملة اللائقة به».