بعدما بدا نهار أمس، مع تراجع حدة المعارك في نهر البارد، أن فرصة ما أُعطيت من أجل تحرك سياسي يدفع في اتجاه إيجاد حل يُنهي «حرب الاستنزاف» المستمرة منذ 20 الشهر الماضي، التهبت محاور المخيم ليلاً، واستخدمت فيها كل أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة والمروحيات، فيما أشارت مصادر أمنية الى احتمال أن يكون الجيش قد بدأ عملية عسكرية واسعة.وأفاد مراسل «الأخبار» أن معارك طاحنة كانت لا تزال تدور حتى ساعة متقدمة من الليل على كل محاور المخيم، مشيراً الى اصابات في صفوف الجيش، فيما لم تعرف الخسائر التي تكبّدتها حركة «فتح الاسلام».
وكانت الآمال ارتفعت نهاراً باحتمال التوصل الى حل سياسي اثر إعلان رئيس جبهة العمل الإسلامي الداعية فتحي يكن بعد مقابلته قائد الجيش العماد ميشال سليمان مبادرة تتركّز على إقناع عناصر «فتح الإسلام» من اللبنانيين بتسليم أنفسهم بعد ضمانات بإجراء محاكمات عادلة لهم. وأوضح يكن لـ«الأخبار» أن اللبنانيين في الحركة قلّة، وأن من شأن هذه الخطوة أن تمهّد للحل الشامل. وذكر أنه باشر اتصالاته بهذا الشأن عبر الوسطاء الذين هم على صلة بقيادة «فتح الإسلام» منذ الثامنة من مساء أمس على أن يتلقّى الرد خلال ساعات. وعُلم أن مبعوثاً ليكن سيزور المخيم فجر اليوم.
وكشف يكن عن محاولات تقوم بها دول عربية لحل مسألة العناصر العرب في «فتح الإسلام» في حال رضوخهم لطلب الاستسلام. وأشار إلى احتمال قيام دولة قطر بدور ملحوظ في هذا المجال.
وقال يكن عقب زيارته سليمان «إن المؤسسة العسكرية لا تعتقد أن كل من حمل السلاح قاتل أو مجرم»، مشدداً على أنّه لا يمكن حلّ هذه المشكلة «إلا بنقل ملف حركة «فتح الإسلام» إلى العدالة، مع وعود مقطوعة بتحقيق العدالة لهذا الملف».
وعلمت «الأخبار» أن قائد الجيش أكد عدم التراجع عن خطته الاستراتيجية التي يخوض معركته على أساسها، وسقفها استعادة هيبة الجيش عبر استسلام المطلوبين.