لا يمثّل التنافر الشخصي بين وليّ العهد السعودي، محمد بن سلمان، والرئيس الأميركي، جو بايدن، سوى عامل تأجيج لأزمة قائمة أصلاً في العلاقات بين بلدَيهما، سببها غياب الكثير من مبرّرات الاحتضان الأميركي القديم للنظام السعودي. يبرّر ذلك، بلغة المصالح، إعادة النظر في تلك العلاقات، ولكنه يبيح، في الوقت نفسه، بالنسبة لشخص مندفع كابن سلمان، إطلاق العنان لرغبة في الانتقام تُعمّقها ثقة زائدة بالنفس، يرى معارضون أن «تراخي» بايدن نفسه شكّل سبباً في تناميها. وعلى رغم أن بعض التقديرات تقول إن الأميركيين لن يكون في يدهم فعْل الكثير ضدّ الرياض على خلفية «عصيانها» الأخير، فالأكيد أن ثمّة إجراءات مرتقبة، مِن مِثل فرْض عقوبات شخصية أو دعم المعارضة المتنامية، سيكون من شأنها تعقيد طريق ابن سلمان إلى العرش، فيما لا يَظهر أيضاً أن خسارة الديموقراطيين الانتخابات التشريعية أو حتى الرئاسية، سيكون لها عظيم أثر في إصلاح العلاقات المعتلّة، والتي تمرّ حالياً بمرحلة تاريخية تُقارَن بالمحطّات التأسيسية الكبرى