لم يعد ممكناً للعدو احتواء تطوّر المقاومة، أسلوباً وعدداً وعتاداً، في مدينة جنين ومخيّمها، بالأدوات القديمة ذاتها، بعدما وجد نفسه أمام تهديد متصاعد منبعث من المخيم خصوصاً، الذي صار خلال الشهور الأخيرة، مركز قيادة المقاومة في الضفة الغربية، والملجأ الآمن لمنفّذي العمليات الفدائية وأولئك المطلوبين لأجهزة الاحتلال الأمنية، والبقعة الوحيدة في الضفة، وكامل الأراضي الفلسطينية - ما عدا قطاع غزة -، التي باتت في عُرف المقاومين، وكذلك في حسابات العدو، منطقة «محرّرة»، يتطلّب أي دخول إليها عملية اقتحام كبرى، تشبه اجتياحاً صغيراً، ودونها مخاطر كبيرة. أشعلت تطوّرات الشهور الفائتة في هذه البقعة بالذات، وفي محيطها القريب، الضوء الأحمر لدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وتحديداً «الشاباك»، الذي رفع توصية إلى المستوى السياسي، يطلب فيها - سريعاً - تدشين حملة عسكرية واسعة في شمال الضفة.