للسنة السادسة، سيتمكن محبّو السينما البرازيلية من اكتشاف أفلام يصعب رؤيتها في الصالات السينمائية اللبنانية عادةً بعيداً من المناسبات الخاصة، عبر «مهرجان السينما البرازيلية» التي تنظمه سفارة البرازيل في بيروت و«معهد غيمارايس روزا» بالتعاون مع «جمعية متروبوليس». تنطلق الدورة الجديدة مساء اليوم لتستمرّ خمسة أيام في بيروت، كما يُقام عرضان في صيدا في 20 و21 الجاري. رأى منظّمو المهرجان السينما وسيلةً للترويج للثقافة البرازيلية في لبنان. لذا، هناك حرص على اختيار أفلام تغطّي مختلف جوانب الحياة في البرازيل ومجتمعها. في لبنان، لا مجال لمشاهدة أفلام تأتي من بلد كالبرازيل إلا عبر المهرجانات. لذا تعود السفارة البرازيلية هذه السنة بدورة سادسة للحدث الذي بات ينتظره كثيرون، نظراً إلى مكانة السينما البرازيلية اليوم في العالم وتواجدها بشكل ملحوظ في برامج المهرجانات. من ناحية اختيار الأفلام، رغب منظمو الحدث في إعداد برنامج ذي جودة ومنوّع أكان في الجانر المطروح أو في المواضيع التي تغطي مختلف جوانب المجتمع البرازيلي.

«بيليه: ولادة أسطورة» من إخراج جيف ومايكل زيمباليست


الانطلاق الليلة مع فيلم «مارتيه أوم» لغابريال مارتنز

معظم الأفلام ذات إنتاجات حديثة تعود إلى السنوات الأخيرة، باستثناء وثائقي عن بيليه («بيليه: ولادة أسطورة»/ 2016 ـ إخراج جيف ومايكل زيمباليست ــــــــ 14 تموز في «مسرح كركلا للرقص» في حرش تابت) تحيةً للاعب كرة القدم الأسطورة الذي غادرنا هذا العام. هي بالإجمال أفلام فازت بجوائز أو جالت العالم. وللمرة الأولى، يتضمن المهرجان فيلمي تحريك هما «الفتى والعالم» وPerlimps، في سعي للوصول إلى جمهور أوسع كما أنّ صاحب الفيلمين آلي أبرو، مخرج برازيلي معروف في هذا المجال.
يضمّ برنامج الأفلام أعمالاً درامية وفيلمي سيرة، إضافة إلى فيلمي التحريك. الافتتاح سيكون اليوم مع فيلم «مارتيه أوم» أو «مارس واحد» (اليوم ــــ مسرح كركلا) لغابريال مارتنز، الذي قدّمته البرازيل هذا العام رسمياً ليكون مرشحاً لجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي. يروي الشريط قصة عائلة برازيلية متوسطة الدخل خلال السنة التي انتُخب فيها بولسونارو رئيساً للبرازيل، يعيش أفرادها خلافات داخلية. فالوالدان المحافظان يحلمان بحياة معينة لولديهما تختلف مع تطلعاتهما. كما تعاني العائلة أجواء العنصرية المتزايدة في تلك المرحلة. الفيلم كان قد عُرض ضمن «مهرجان ساندانس» الأميركي. من الأفلام الدرامية المعروضة أيضاً ضمن التشكيلة «فوغاريو» (11 تموز ـــ مسرح كركلا) لفلافيا نيفيس. الفيديو الترويجي للفيلم، يثير الفضول ويحثّ على مشاهدة العمل الذي يتأرجح بين الخيال والواقع. يتتبع العمل الشابة فرناندا في بحثها عن أصولها بعد وفاة والدتها بالتبني ومواجهتها أسرار الماضي. الفيلم اختير ضمن فئة «بانوراما» في «مهرجان برلين» عام 2022. أما فيلم «فحم» (14 تموز ـ مسرح كركلا)، فيميل أكثر إلى الثريلر ونتبع فيه قصة عائلة تعيش في ريف ساو باولو بالقرب من معمل فحم، تستقبل في منزلها رجلاً غريباً غامضاً يتضح بعدئذٍ أنه تاجر مخدرات مطلوب.
يضمّ برنامج الأفلام أعمالاً درامية وفيلمي سيرة، إضافة إلى فيلمي التحريك


«بيليه: ولادة أسطورة» يختلف عن بقية الأفلام التي تتضمّنها البرمجة، إذ إنه يعود للعام 2016 ولم يتم اختياره لأنه من الأعمال التي أُنجزت أخيراً. لقد أرادت سفارة البرازيل توجيه نوع من التحية إلى أحد أبرز لاعبي كرة القدم في العالم بعرض هذا الوثائقي الذي يعود إلى بدايات حياة بيليه وفوزه كأس العالم مع البرازيل عام 1958. والفيلم الذي يحمل توقيع الأميركيين جيف ومايكل زيمباليست، يسلّط الضوء على العلاقة بين بيليه ووالده، ولكنه لم ينجح عموماً في نيل إعجاب النقاد الذين أشاروا إلى سطحيته في معالجة الموضوع والثغرات في السرد. وبعيداً من عالم كرة القدم، يوجّه شريط آخر تحيةً أيضاً للموسيقي البرازيلي ألفريدو دا روشا فيانا جونيور المعروف ببيكسنغوينا الذي لم يُعترف بعبقرية موسيقاه إلا بعد وفاته في سبعينيات القرن المنصرم. فيلم «بيكسينغوينا» (12 تموز ـــ مسرح كركلا) روائي من إخراج دنيز ساراسيني وألان فيترمان يروي حياة الفنان الخاصة والمهنية.
«بيرليمبس» (13 تموز ــــ مسرح كركلا) و «الصبي والعالم» (20 تموز ـــ «سينما ومسرح إشبيلية» في صيدا/ جنوب لبنان) فيلما تحريك شاركا في عدد من المهرجانات من إخراج البرازيلي آلي أبرو. «الصبي والعالم» أول فيلم تحريك برازيلي ينال ترشيحاً للأوسكار في فئة أفضل فيلم تحريك وقد نال عدداً من الجوائز أبرزها «جائزة الكريستال» في «مهرجان أنسي» المخصص لهذا النوع من الأفلام عام 2014.

* «مهرجان السينما البرازيلية»: بدءاً من اليوم حتى 14 تموز في مسرح كركلا للرقص في حرش تابت (بيروت) ويومي 20 و21 في «سينما ومسرح إشبيلية» في صيدا (جنوب لبنان) ـــــ للاطلاع على البرنامج كاملاً، زوروا: metropoliscinema.net