مع اختتام أعمال «قمّة فيلنيوس»، هل بات يمكن القول إن مرحلة جديدة قد انطلقت بالفعل بين تركيا والولايات المتحدة تحديداً؟
والآن، مع اختتام أعمال «قمّة فيلنيوس»، هل بات يمكن القول إن مرحلة جديدة قد انطلقت بالفعل بين تركيا والولايات المتحدة تحديداً؟ يجيب عن هذا السؤال، رئيس تحرير صحيفة «حرييات» السابق، سادات إرغين، في الصحيفة نفسها، بالقول إنه «على الرغم من التباينات في العلاقات بين أنقرة وواشنطن، فقد كان ممكناً وبسهولة، أن يتواصل كلّ من إردوغان والرئيس السابق دونالد ترامب. ولكن مع الرئيس بايدن، وعلى رغم عقد 4 اجتماعات متفرّقة على هامش قمم ومناسبات، فإن الخلافات بين البلدَين لم تتراجع، في أكثر من مسألة، منها إخراج تركيا من مشروع إف-35، وعدم بيعها 40 طائرة من طراز إف-16، في مقابل بيع اليونان إف-35 وإف-16، وتعزيز الوجود العسكري الأميركي في قاعدة ديدي آغاتش اليونانية؛ دعم واشنطن لقوات حماية الشعب الكردية في سوريا؛ حماية جماعة فتح الله غولين؛ وعدم دعوة تركيا إلى المشاركة في "قمم الديموقراطية" في واشنطن». ويضيف الكاتب إن «قمّة فيلنيوس كانت المناسبة الأولى التي تتصالح فيها تركيا مع الولايات المتحدة». وكان إردوغان قد أعلن بعد لقائه بايدن، مساء الثلاثاء، أنه «أكثر أملاً من أيّ وقت مضى»، فيما قال بايدن إنه «واثق من أن الكونغرس سوف يوافق على بيع تركيا طائرات إف-16». ويلفت إرغين إلى أن «مؤشّر التطوّر الحقيقي للمرحلة الجديدة هو أن تكون الخطوة التالية، دعوة بايدن إردوغان لزيارة واشنطن، وعلى الأرجح خلال الخريف المقبل. فهل يحدث ذلك؟». وفي «حرييات» أيضاً، ترى هاندي فرات أن «مفتاح تحسّن العلاقات التركية - الأميركية، هو في تعهّد بايدن بيع تركيا طائرات إف-16، فكانت الموافقة التركية الفورية على انضمام السويد». وهذه الانفراجة، تقول الكاتبة، «ساعدت في ترطيب العلاقات بين أنقرة وأثينا، خلال اللقاء الذي جمع إردوغان إلى رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، يوم الأربعاء الماضي».
بحسب فهيم طاشتكين في «غازيتيه دوار»، «نال الغرب مراده من تركيا، ولكن علامَ حصلت تركيا؟». يقول الكاتب إن «الزعيم الأكثر خدمةً لمصالح حلف شمال الأطلسي، هو إردوغان. ومع ذلك، ماذا سيكون عليه موقف الرئيس عندما يعود ويتهيّأ للقاء بوتين؟ ماذا سيفعل بملفّ بيع الغاز الطبيعي بأسعار مخفّضة، وتأجيل سداد الديون، والمفاعل النووي، وملفّ سوريا، والاستقرار في البحر الأسود، والأموال الروسية المودعة لدى تركيا، وعملية السلام في جنوب القوقاز، وممر زنغيزور، واتفاقية الحبوب التي تنتهي في 17 تموز؟ وأيّ وساطة سيقوم بها زعيم فقد ثقة الروس به، بعد تسليم قادة آزوف وبيع المسيّرات لأوكرانيا وربّما المدافع؟». ولكن «روسيا تعرف أن خيار إردوغان في النهاية هو الغرب والأطلسي، مع أنها واثقة من أنه سيكون مضطرّاً للعمل معها في كلّ الملفّات أعلاه. وسترى روسيا إلى أيّ حدٍّ قد ذهب إردوغان في علاقاته مع الغرب، فيما هي مقتنعة بأن العودة إلى غرب يكيل له المديح لن يستمرّ طويلاً»، يضيف الكاتب.
وفي موازاة الحملة السياسية والديبلوماسية المستجدّة مع «الأطلسي»، تستعدّ تركيا لإطلاق الجزء الرئاسي من حملتها الاقتصادية، يوم الاثنين المقبل، مع وصول إردوغان إلى السعودية لبدء جولة «مالية واقتصادية»، ستشمل قطر في اليوم الثاني، ومن بعدها الإمارات، بعدما قاربت جولة الفريق الاقتصادي المؤلّف من وزير المالية، وحاكمة المصرف المركزي، ونائب رئيس الجمهورية، على الانتهاء في هذه الدول، لدفعها إلى الاستثمار وضخّ المال في تركيا. وستلي ذلك زيارة مهمّة للرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، لأنقرة، يوم 27 تموز الجاري، ومن بعدها الاستعداد للقمّة الحسّاسة مع بوتين، في حال عقْدها.