وجاءت تصريحات العاطفي خلال مناورة عسكرية نظّمتها قيادة المنطقة العسكرية المركزية التابعة لصنعاء، بالقرب من مدينة مأرب شرقي العاصمة، حملت رسائل متعدّدة، وأظهرت استعداداً قتالياً عالياً. وفي خلال المناورة العسكرية التي خرّجت أيضاً دفعات قتالية جديدة، كشفت قوات صنعاء عن امتلاكها عدداً من وحدات الإنزال المظلّي، لأوّل مرّة منذ بدء العدوان مطلع عام 2015. ووفقاً لمراقبين عسكريّين، فإنّ التطوّر في إمكانات تلك القوات، والذي أظهرته الأشهر الماضية، ينبئ بأنها استغلّت فترة الهدنة في بناء قدرات كفيلة بفرض واقع عسكري أكثر تقدّماً لمصلحتها في حال انهيار اتفاق وقف إطلاق النار.
صنعاء اشتغلت خلال الهدنة على بناء قدرات كفيلة بتغيير الحسابات
في هذا الوقت، وبينما ترى الأمم المتحدة في وقف إطلاق النار المؤقت الإنجاز الأهمّ لها، فهي دفعت بالمستشار العسكري للمبعوث الأممي، الجنرال أنتوني هايورد، إلى صنعاء في محاولة منها لمنع انهيار الهدنة. والتقى هايورد، الذي وصل الأحد إلى العاصمة، عدداً من القيادات السياسية والعسكرية، وناقش معهم سبل الحفاظ على خفض التصعيد، فيما أبدى الأخيرون استعدادهم «للتعاطي بشكل إيجابي وفعّال»، و«تثبيت وقف إطلاق النار في حال أثبتت دول التحالف جدّيتها في إحلال السلام». وقال نائب رئيس اللجنة العسكرية التابعة لصنعاء، العميد حسين الضيف، خلال لقائه هايورد، إن «الملفّ الإنساني لم يشهد أيّ خطوات ملموسة، ولا يزال الشعب اليمني يعاني من الحصار بكل أشكاله»، مؤكداً أن «الوقت يمرّ وليس في مصلحة الجميع»، واعتبر أن «التقدّم في حلّ الملفّ الإنساني والمتمثّل في صرف المرتّبات من الإيرادات النفطية والغازية وفتح المطارات والموانئ من دون قيود، سيساهم في التقدّم في الملفّ العسكري».
وتزامناً مع ذلك، عاد الحديث عن فتح وجهة جديدة بين مطارَي صنعاء والقاهرة. ووفقاً لمصدَرين مطّلعَين، فإنّ ترتيبات تجرى لتدشين رحلات جوية مباشرة بين العاصمتَين. وأشار المصدران إلى أن «شركة الطيران بلقيس بصدد استكمال الإجراءات لتدشين الرحلات الجوية»، معتبرةً أن هذا التطوّر سيمثّل في حال تحقّقه «انفراجة جزئية لخدمة المسافرين من المرضى».