ونقلت «تلغراف» عن القائمين على bbc قولهم إن القناة تُجري تحقيقاً بشكل عاجل، معتبرة أنها «تتعامل مع الادعاءات المتعلقة بانتهاكات إرشاداتنا التحريرية ووسائل التواصل الاجتماعي بمنتهى الجدية. إذا وجدنا انتهاكات فسنتحرك، بما في ذلك اتخاذ إجراءات تأديبية»! وشدّدت «تلغراف» أن bbc ملتزمة بما سمّته بـ«الحياد» في جميع موادها الإعلامية، معتبرة أن «الصحافيين يتحمّلون أيضاً مسؤولية خاصة في تصرفاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي».
في السياق نفسه، تكشف المعلومات لنا أن الصحافيين العرب تلقّوا مساء الجمعة الماضي رسائل بريدية من إدارة القناة، طالبة منهم حذف تغريداتهم وتعليقاتهم الداعمة لفلسطين. وكشفت أنّ إدارة bbc طلبت من موظفيها الستة عدم التعليق نهائياً على صفحاتهم الافتراضية، مبلّغة إياهم بأنهم توقفوا عن العمل، على أن يحالوا قريباً إلى التحقيق الداخلي.
تبلغ الموظفون الستّة بقرار تجميد عملهم وإحالتهم إلى التحقيق الداخلي
وتوضح المصادر بأنه لغاية كتابة هذه الأسطر، لم تشرح «bbc عربي» لموظفيها الجهة التي ستحقّق معهم أو الخطوات المستقبلية بحقّهم!
وتشير المصادر إلى أنّ bbc التي يعمل فيها آلاف الموظفين من مختلف الجنسيات العربية والأجنبية، تضغط على موظفيها بشتى الطرق لكمّ أفواههم والتعمية على سياسة إسرائيل الإجرامية، فيما ازداد الضغط على القسم العربي في محاولة لإسكاته. علماً أنّ الإعلاميين المصريين الذين تبلغوا أخيراً قرار إيقافهم عن العمل في «bbc عربي»، كانوا قد رفعوا الصوت عالياً خلال الإضراب الذي أقامه موظفو الهيئة في الصيف الماضي، مطالبين بزيادة رواتبهم التي تأثرت قدرتها الشرائية بسبب التضخم وتراجع قيمة الجنيه المصري.
... وفي MSNBC أيضاً
تزامناً مع تعرّضها لهجوم إسرائيلي ــ أميركي على خلفية تغطيتها لمعركة «طوفان الأقصى» وتراجع نسبة مشاهدتها أخيراً في مقابل ارتفاع نسبة مشاهدة «فوكس نيوز» و«سي أن أن»، أبعدت شبكة MSNBC الأميركية ثلاثة من أبرز مذيعيها المسلمين عن الشاشة قبل أيام، من دون الإعلان عن ذلك رسمياً. هكذا، لم يظهر الأميركي ــ البريطاني من أصول هندية مهدي حسن والأميركي ــ المصري أيمن محيي الدين والكندي المولود في كينيا لعائلة من أصول هندية علي فلشي على المحطة منذ أيّام، على الرغم من أنّهم أكثر العارفين بالقضية الفلسطينية مقارنة بزملائهم. والخميس الماضي، لم تعرض MSNBC حلقة «ذا مهدي حسن شو» على منصة البثّ التدفّقي التابعة لها «بيكوك»، فيما استبدلت محيي الدين يومي الخميس والجمعة الماضيين بزميلته جوي ريد، وسط تردّد أنباء عن أنّ الشبكة تخطّط لوقف برنامج علي فلشي الذي أعلن عبر X (تويتر سابقاً) مغادرته الأراضي الفلسطينية المحتلة حيث كان يغطّي ما يجري على الأرض، لافتاً في الوقت نفسه إلى أنّ التغطية المباشرة ستحل مكان برنامجه.
ومنذ السابع من تشرين الأوّل (أكتوبر) الحالي، تعرّضت MSNBC لانتقادات إسرائيلية وأميركية حادة، بسبب فردها مساحة (على الرغم من أنّها متواضعة) للصوت الفلسطيني. جاء آخرها على لسان مدير «رابطة مكافحة التشهير» (ADL)، جوناثان غرينبلات، خلال حلوله ضيفاً على برنامج «مورنينغ جو»، إذ تساءل: «من يكتب النصوص في هذه الشبكة؟ حركة حماس؟».