بعد انطلاقة «الربيع العربي»، تصرّفت قناة «الجزيرة» على أن ما يحصل، في جانب منه، كان ثمرة نشاطها خلال العقد الذي سبق بداية «الربيع»، عندما فُتح الهواء أمام أحزاب وشخصيات عربية لتعرض وجهات نظر كانت ممنوعة من الوصول إلى الجمهور، ووصل الأمر بمسؤولين في القناة القطرية - العربية إلى حدّ الاعتقاد بالقدرة على إحداث انقلاب في هذا البلد أو ذاك. إلا أن الخطأ الأكبر وقع عندما تبنّت القناة خطاً تحريرياً مخالفاً للمبادئ التي قامت عليها، وتحوّلت في اليمن وسوريا وليبيا، أقرب إلى الإعلام الحزبي، ما أدّى إلى مقاطعة واسعة لها، قبل أن تقرّ «الجزيرة» بأن عنوان مقاومة العدو الصهيوني هو الوحيد الذي يعيد الإجماع على متابعة من يتبنّاها. وترافق ذلك مع تغييرات شهدتها القناة قبل أن ترسو على إدارتها الحالية التي يفترض أن تشهد، في وقت ليس بعيداً، تغييراً جديداً، وعلى مستوى نوعي.