تبدو الوكالة، في أحسن الأحوال، أداة طيّعة وليّنة بيد العدو، يستخدمها في إنفاذ ما يريده من مخطّطات
وبحسب مصادر محلّية، فإن الآبار الخمسة التي تصرّ «الأونروا» على استهلاك الوقود الذي دخل إلى شمال القطاع، من أجل تشغيلها، هي آبار هامشية في الوقت الحالي، لأن العمران المحيط بها تمّ تدميره بشكل شبه كلّي، وليس ثمّة سكّان في الوحدات التي بقيت صالحة للسكن هناك، فضلاً من أن شبكات المياه مدمّرة تماماً، ما يعني أنه سيتمّ استخراج المياه وضخّها بلا أيّ فائدة. وتوضح المصادر ذاتها أن موظفي الوكالة الذين أشرفوا على توصيل كمّيات الوقود البسيطة تلك، كانوا قد تلقّوا تعليمات دقيقة جدّاً من سلطات الاحتلال، حدّدت مسار تحرّكهم، والآلية التي يجب أن يسلّموا بها الوقود، فضلاً عن الطريقة التي سيتمّ استهلاكه بها. وتشي التعليمات الصارمة المشار إليها، بحرص العدو على ألّا ينعكس دخول المساعدات، بأيّ شكل من الأشكال، تحسّناً في الواقع المعيشي في مناطق شمال القطاع، بما يضمن صمود مئات الآلاف من الأهالي الذين يرفضون الإخلاء والتهجير. وفي هذا السياق، تبدو «الأونروا»، التي تركت المناطق الشمالية من دون أيّ رعاية، واستجابت سريعاً لدعوة الاحتلال إلى تفريغها من سكانها، شريكة للأخير في تمرير مخطّطاته، أو في أفضل حالات حُسن النية، أداة طيّعة وليّنة بيد العدو، يستخدمها في إنفاذ ما يريده من مخطّطات.
على أيّ حال، حملت ساعات المساء توتّراً كبيراً، وانتهت بتفريغ الوكالة كمّيات الوقود في المراكز التابعة لها، وإبقائها تحت الرقابة إلى حين اجتراح حلّ يفضي إلى استهلاكه في المجالات التي تحوز أولوية. وحتى ذلك الحين، لا تزال مستشفيات شمال القطاع، ومعدّات البلدية وسيارات الإسعاف، متعطّلة بشكل شبه كلّي.