في اليوم الرابع والتسعين من عدوانها على قطاع غزة، ظلّت قيادة إسرائيل السياسية متمسّكة بنهج الهروب إلى الأمام، مواصلةً طرح سقف عالٍ لأهداف الحرب، والتي باتت المعطيات الميدانية تحول دون تحقيقها أكثر من ذي قبل. ويترافق ذلك مع تزايد تململ الداخل الإسرائيلي من حرب لا تظهر لها نهاية، ولا إمكانية للنصر فيها، وهو ما يترجَم بمطالبات بوقفها، ووضع قضية الأسرى في رأس سُلّم اهتمامات القيادة بدلاً من المضيّ فيها على أيّ حال. وفي ظل هذا الوضع، أظهرت التصريحات الأخيرة الصادرة عن المسؤولين الإسرائيليين مزيداً من محاولات التسويف بشأن إعادة انتشار القوات والانتقال إلى المرحلة الثالثة - على رغم أن هذه العملية قد بدأت بالفعل -، التي باتت بالنسبة إلى الولايات المتحدة، ولا سيّما مع اقتراب انتخاباتها الرئاسية، بالإضافة إلى هواجسها من توسّع الحرب الحالية إلى صراع إقليمي قد يدخل المنطقة في دوّامة من الفوضى تشكّل خطراً على مصالحها.