تنعقد اليوم، في العاصمة الفرنسية، النسخة الثانية من «اجتماع باريس»، الذي كان قد انعقد بنسخته الأولى قبل أسابيع، ونتج منه «مقترح باريس» الذي تضمّن إطاراً تفاوضياً جرى التوافق عليه بين المجتمعين، بمشاركة الوفد الإسرائيلي، والذي ردّت عليه حركة «حماس» بردّها المعروف، محدّدة شروطها ومطالبها للانخراط في صفقة تبادل أسرى، وهدنٍ «ممتدّة» تؤدي في نهايتها إلى وقف كامل لإطلاق النار. ومن الواضح أن الإدارة الأميركية مارست ضغوطاً شديدة على إسرائيل، وتحديداً على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، للدفع في اتجاه عقد الاجتماع، ومحاولة الوصول إلى صفقة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، إذ يجهد الأميركيون والوسطاء في محاولة إتمام اتفاق تبادل ووقف إطلاق نار مؤقّت، قبل حلول شهر رمضان بعد نحو أسبوعين، وخصوصاً أنهم يعتقدون أن استمرار القتال خلال شهر الصيام، إضافة إلى القيود المنوي فرضها على فلسطينيّي الضفة الغربية والداخل المحتل بخصوص الوصول إلى المسجد الأقصى، سيشكّل «الوصفة المثلى» لتصعيد كبير وشامل داخل فلسطين المحتلة بأكملها، وحتى في المنطقة، حيث عادة ما شهد «رمضان» خلال السنوات الماضية تصعيداً أمنياً واضحاً، فكيف والحرب الدموية مستمرّة على قطاع غزة؟ وبحسب موقع «أكسيوس» الأميركي، فإن مبعوث الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، طلب من المسؤولين الإسرائيليين، أمس، خلال زيارته الأراضي المحتلة، إرسال وفد للمشاركة في محادثات باريس، لافتاً إلى أن «صفقة تبادل الأسرى، التي تسعى إدارة بايدن للتوصل إليها، ستسمح بإقرار هدنة تدوم 6 أسابيع تتوقف خلالها الحرب».