خاص بالموقعاستأنف الرئيس الهندوري مانويل زيلايا، أمس، اتصالاته في العاصمة الأميركية واشنطن، بعد جولة المحادثات الفاشلة في كوستاريكا، في ظلّ استمرار تعنّت الانقلابيين في رفض إعادة السلطة إلى الرئيس الشرعي الذي «لن يعود إلى البلاد إلا ليحاكَم». واجتمع زيلايا بمسؤولين في الإدارة الأميركية، وبالأمين العام لمنظمة الدول الأميركية خوسي ميغيل إنسولزا، الذي توجه بعد ذلك إلى عاصمة التشيلي، سانتياغو، للمشاركة في قمة نادي مدريد التي تضم أكثر من 70 من الرؤساء السابقين لللدول والحكومات.

في هذا الوقت، تستمر حكومة الأمر الواقع بتضييع الوقت؛ فبعد رفع منع التجوّل، والحديث عن السماح بعودة زيلايا «فقط لكي يحاكم»، رمى رئيس الأمر الواقع روبيرتو ميتشيليتي بالون اختبار جديداً، مشيراً إلى «إمكان إصدار عفو خاص عن زيلايا إذا أعطاه مجلس القضاء الأعلى الضوء الآخر»، مشدّداً على أن عودته إلى السلطة «هي خارج التداول».

واستغل الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز برنامجه الأسبوعي «ألو بريزيدنتي» ليعلن أن «زيلايا سيعود إلى هندوراس في أية لحظة»، ملمحاً إلى أن هذه العودة قد تكون محفزاً لخلق حركة مدنية ـــــ عسكرية لاستعادة السلطة. ورأى أن الانقلابيين لا يسيطرون على مجمل القوات المسلحة، و«لن أستغرب إذا أصدر ضباط تصريحات لمصلحة زيلايا».

وطالب تشافيز نظيره الأميركي باراك أوباما بـ«الخروج من التباسه»، حاثّاً إيّاه على اتخاذ تدابير ملموسة ضد الانقلابيين. وخاطب تشافيز الرئيس الأميركي بالقول «أنت لا تغشّنا بخطابك وابتسامتك، أنت تحت الاختبار، عليك أن تثبت أنك مستعد للتصدي للصقور، وإلا فاترك الموضوع لغيرك».

حتى إن تشافيز رأى أنه «من الأفضل أن يتقدم الإمبراطورية صقر مثل جورج بوش، يعترف بهويته الحربية الصريحة، بدلاً من شخص متأرجح في موقفه»، في إشارة إلى أوباما. وختم تعليقه على الحدث الهندوري مستشهداً بالرئيس الأميركي الأسبق جون كينيدي الذي قال مرة إنّ «من يسدّ درب الثورات السلمية، يفتح دروب الثورات العنيفة». بدوره، سجّل الرئيس البوليفي إيفو موراليس موقفاً حيال الأزمة الهندورية، حين وضع الانقلاب العسكري في خانة «التهديد الذي توجّهه الإمبريالية الأميركية لوقف نمو منظمة الألبا». وقال موراليس «الآن، أصبحنا تسعة رؤساء أعضاء في محور الشر. أرادت الإمبريالية الأميركية وقف هذا النمو الذي هو جزء من ثورة الشعوب ضد الإمبريالية، فقرروا توجيه إنذار ـــــ تهديد».

ميدانياً، كشف حزب «التوحيد الديموقراطي» الهندوري اليساري عن اغتيال قياديين من صفوفه كانا ينظّمان التحركات المناوئة للانقلاب في شمال البلاد. وفيما يستمر قطع الطرقات في الشمال بالقرب من مدينة سان بدرو دي سول، ثانية كبرى مدن هندوراس، نُظّم تجمّع في العاصمة ضمّ ألفي شخص شارك فيه فنانون طالبوا بالعودة «الفورية وغير المشروطة» للرئيس المخلوع.

في المقابل، نظّمت الكنائس الكاثوليكية والإنجيلية واليهودية في العاصمة تيغوسيغالبا لقاءً مشتركاً «من أجل الصلاة والسلام في هندوراس»، وهو في الواقع تجمّع لدعم الانقلابيين.

(الأخبار)