إنها مسألة أشهر فقط وتنتقل جبهة القتال المركزية الأميركية من العراق إلى المناطق القبلية الباكستانية حيث تدّعي الاستخبارات أنّ تنظيم «القاعدة» بنى جنّته الآمنةأعلن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إيه»، مايكل هايدن، أول من أمس، أن تنظيم «القاعدة» يبقى أكبر تهديد للولايات المتحدة، وأن العراق لم يعد الجبهة المركزية في الحرب على الإرهاب، ما يعني تعديل وجهة نظره لتتلاءم مع توجهات الرئيس المنتخب باراك أوباما.
وكانت تقارير صحافية أميركية قد تحدثت عن احتمال إبعاد أوباما لهايدن عن منصبه بسبب الاختلاف في الرؤى.
وقال هايدن، في محاضرة أمام معهد «أتلانتيك كانوسيل» للشؤون الدولية، إن «تدفق الأموال والسلاح للمقاتلين الأجانب في العراق تدنّى بنسبة قياسية اليوم، ولم يعد زعماء القاعدة يعتبرونه الجبهة المركزية». إلا أنه حذّر من أنّ التنظيم يبقى «العدو الحازم والمتكيّف»، وهو «لا يشبه أياً من الأعداء الذين واجهتهم أمتنا. يعمل بمرونة من جنته الآمنة في المناطق القبلية الباكستانية».
وأكّد هايدن أن بن لادن على قيد الحياة، لكنّه معزول. وقال إن «بن لادن يكرّس كل طاقاته للبقاء حياً، ويبدو أنه معزول بشدة عن إدارة العمليات اليومية للتنظيم». وأضاف «السؤال المطروح هو هل الرجل الثاني في التنظيم أيمن الظواهري قادر على الحفاظ على وحدة الصف؟ في الحقيقة لا نعرف ماذا سيحصل إذا قتل بن لادن أو أُلقي القبض عليه. لكنني متأكد من أنه مهما حدث، فذلك يصب في مصلحتنا».
وأشار هايدن الى أن «القاعدة» عانى في السنوات الأخيرة من «نكسات جدية، من ضمنها مقتل ستة قياديين على الأقل في باكستان».
وكشف هايدن عن أن أجهزة الاستخبارات الأميركية أحبطت هجوماً كان سيوازي بضخامته هجمات 11 أيلول 2001 من دون أن يعطي تفاصيل عن العملية. غير أن شبكة «آي بي سي» الإخبارية نسبت إلى مسؤول رفيع المستوى أن المقصود هو كشف مؤامرة تفجير طائرات بقنابل المتفجرات السائلة في لندن عام 2006.
وعن مشاريعه الخاصة، قال هايدن إنه ومدير الاستخبارات الوطنية مايك ماكونيل مدركان أنّهما «يخدمان تحت أمر الرئيس»، وأنهما «يفهمان أنه يجب أن تكون هناك علاقة شخصية بين الرئيس ورؤساء الاستخبارات»، لذلك فهما «يفهمان كلياً، إذا ما قُرّر استبدال أحدهما أو كليهما».
(الأخبار)