واشنطن ــ محمد سعيدأكّد وكيل وزارة الخارجية الأميركي للدبلوماسية العامة، جيمس غلاسمان، في حديث لـ«الأخبار»، أنّ بلاده تقدّم دعماً مالياً إلى وسائل إعلام ومنظمات غير حكومية في دول عربية وإسلامية، في إطار جهودها الرامية إلى تحسين صورتها في المنطقة.
وقال غلاسمان إنّ الولايات المتحدة تعمل وراء الكواليس على بناء شبكات ومجموعات في العالم الإسلامي، مثل العائلات المعارضة للعنف أو عائلات الأفراد الذين قتلوا في أعمال إرهابية، تشبه منظمة «أمهات ضدّ القيادة تحت تأثير الخمور» الموجودة في الولايات المتحدة.
وأضاف المسؤول الأميركي، عن تحسين صورة الولايات المتحدة في المنطقة والعالم، أنّه تجري «مساعدة هذه الحركات والشبكات أحياناً على شكل مساعدات مالية تقدّم للمنظمات غير الحكومية أو مساعدات فنية». وأشار إلى أنّ مهمته الأولى تتمثل في القضاء على «الفكر المتطرّف الذي يتخذ العنف أداة له». ورأى أنّه يوماً ما سيدرك الناس أن أميركا كانت «خيّرة»، لكن ليس في الوقت الحاضر. ولفت إلى أنّ مهمته ليست هداية البشرية إلى حب أميركا أو الاتفاق مع سياستها، لكنها تنصبّ على تجريد الاختلاف مع مظاهر العنف، واحترام آراء الآخرين. وأوضح أنّه يريد أن يكسر «حلقات الربط بين جماعات مثل القاعدة» والجمهور الذي تستهدفه هذه التنظيمات.
وتطرّق غلاسمان إلى دور الإعلام، وقال إن الأميركيين أوجدوا قناة «الحرة» وإذاعة «سوا» لتحسين صورة أميركا، وادّعى أن «الحرة» تحقق نجاحاً وتجذب مشاهدين، مشيراً إلى أنّ تعديلات ستُجرى لتغيير بعض توجهات القناة حتى لا تبدو لبنانية.
وكانت استطلاعات الرأي، التي أجرتها مراكز بحث تابعة لجامعة ميريلاند، وكذلك «مركز زغبي الدولي»، كشفت أنّ القناة الإخبارية الأكثر شعبية هي «الجزيرة» (غالبية المستطلعين) ثم «العربية» (9 في المئة) فـ«الحرّة» (2 في المئة). لكن غلاسمان قلّل من قيمة هذه الاستطلاعات.
ويرفض غلاسمان، على غرار أسلافه وزملائه، حقيقة أنّ الموقف الأميركي المنحاز لإسرائيل هو سبب المشكلات التي تواجهها واشنطن، لكنّه لم ينكر أنّه إحداها. وقال، في حوار في مكتبه مع رابطة الصحافيين العرب في واشنطن، إنّ المشكلة في «الصراع داخل الإسلام» وبروز الأفكار العدائية التي يجسدها «القاعدة»، و«هذه لا علاقة لها بالصراع العربي ـــ الإسرائيلي».
ويعتقد غلاسمان أن هناك ثلاثة عوامل أثرت على صورة الولايات المتحدة في العالم، أولها عدم الاستماع إلى الآخرين، والثاني «لم نحسن شرح سياساتنا وأهدافها»، مشيراً إلى أنّ أخطر التصورات التي تشاع عن الولايات المتحدة هي أنها تسعى إلى تدمير الإسلام. والثالث «السياسات الأميركية» في المنطقة.