كوشنير مستعدّ لتسليح الجيش والقوّات الأوستراليّة تنسحبوأشار دبلوماسي فرنسي إلى أنّ «الزيارة تمثل إعادة ارتباط فرنسا، ومن خلالها، الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي في العراق». وكانت باريس قد عرضت في السابق استضافة محادثات مصالحة عراقية وطنية، كما أنّ المعلومات تؤكّد أنها ستقود مساعي بمشاركة الاتحاد الأوروبي في إعادة الإعمار عندما تتولى رئاسة الاتحاد في تموز المقبل.
أمّا كوشنير فرحّب، في المؤتمرات الصحافيّة الاستعراضيّة جرياً على عادته، بـ«تحسّن الأوضاع الأمنية في العراق»، مشيداً بعملية «العرقنة» الجارية، حيث إنّ «العراقيين يتولون، عبر جيشهم وإدارتهم، حلّ مشاكلهم بأنفسهم».
وعن اللقاء مع المالكي، كشف الوزير الفرنسي أنّه «جرى بطريقة جيدة جداً»، مشيراً إلى «الترحيب الحار» من المسؤولين العراقيين. وكان كوشنير قد اضطرّ في زيارته السابقة لعاصمة العبّاسيين في آب الماضي، للاعتذار من رئيس الوزراء العراقي بعد قوله إن الحكومة العراقية لا تعمل وأنه يجب تغيير المالكي.
وفيما عبّر كل من كوشنير وزيباري عن الرغبة بزيادة حجم الاستثمارات الفرنسية في بلاد الرافدين والمشاركة في إعادة الإعمار، كشف المالكي في بيان «رغبة» الحكومة، «في تزويد قوّاتنا المسلّحة بأسلحة فرنسية متطورة»، وهي رغبة أبدى كوشنير استعداد باريس لتلبيتها.
على صعيد آخر، أعلنت وزارة الدفاع الأوستراليّة رسمياً أنهاء مهمّة قواتها في بلاد الرافدين ومباشرة عودتها إلى بلادها، تطبيقاً لتعهّد كان رئيس الوزراء الأوسترالي كيفين رود قد قطعه منذ انتخابه في منصبه في شباط الماضي.
وبلغ عدد القوات التي غادرت نهائياً نحو 400 من أصل 550 عنصراً. وستُبقي كانبيرا نحو 110 عناصر مكلفين حماية سفارتها في بغداد وتدريب القوات العراقية.
وأوستراليا واحدة من أولى الدول التي أرسلت جنوداً إلى العراق منذ احتلاله في عام 2003. ولم تتكبّد قواتها خسائر طوال فترة وجودها في بلاد الرافدين، باستثناء جندي واحد انتحر في عام 2003.
في المقابل، أشار المتحدث باسم الحكومة، علي الدباغ، إلى وجود اختلاف في الرؤية بين الجانبين الأميركي والعراقي بشأن الاتفاقية المنوي عقدها خلال العام الجاري. وقال، في مؤتمر صحافي في بغداد، إنّ «المحادثات لا تزال في مراحلها الأولى ولدى الجانب العراقي رؤية تختلف عن الجانب الأميركي». وأضاف: «من المبكر الحديث عن مواعيد الاتفاقية وكل مراحل التفاوض يجري عرضها على المجلس السياسي للأمن الوطني».
وفي التطوّرات السياسيّة الداخليّة، كشف النائب عن التيار الصدري، صلاح شنشل، أنه «لم يجرِ الاتفاق لغاية الآن مع أي كيان سياسي للدخول معه في انتخابات مجالس المحافظات». وأوضح أن التيار «يرغب بدعم الشخصيات والقوائم المستقلة فقط، التي لا تنتمي إلى أحزاب لإيصالها إلى مجالس المحافظات».
وفي هذا السياق، أشار مراقبون إلى أنّه إذا نصّ القانون الانتخابي على عدم استخدام الرموز الدينية في الحملات الانتخابية، فلا يمكن للصدريّين خوض الانتخابات إلا تحت اسم آخر. وكان بارزاً ما كشفه رئيس «جبهة الكرامة العراقية»، تامر التميمي، عن أنّ الأيام المقبلة سوف تشهد الإعلان عن تأليف تكتل سياسي جديد قد يضمّ جبهته، و«القائمة العراقية» برئاسة إياد علاوي، و«مؤتمر أهل العراق» الذي يتزعمه عدنان الدليمي، و«الجبهة العربية الحوار الوطني» برئاسة صالح المطلك.
وطالب التميمي، وهو قيادي سابق في «الجيش الإسلامي» وأحد مؤسسي «جبهة التوافق العراقية» وقوّات «الصحوة» في ما بعد، بتأجيل الاتفاقية الأميركية ــ العراقية الطويلة الأمد، حتى انتخاب «مجلس النواب المقبل، لأنه سيكون أكثر تمثيلاً للشعب العراقي».
ميدانياً، بلغت حصيلة اليومين الماضيين نحو 25 قتيلاً، وعشرات الجرحى في أعمال عنف متعددة في مختلف أنحاء العراق. وأعلن الجيش الأميركي مقتل جنديين، وإصابة اثنين آخرين بتحطّم مروحية جنوبي بغداد ناجم وفق «المعطيات الأولية عن عطل فني».
وأفادت وكالة «فرانس برس»، بأن حصيلة قتلى الجيش الأميركي بلغت خلال الشهر الماضي أدنى مستوى لها منذ الاجتياح في عام 2003، إذ إن 19 جندياً قتلوا فقط خلال ذلك الشهر، مقابل 52 لقوا مصرعهم في شهر نيسان.
(الأخبار، أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)