غداة التفجير الذي وقع أمام مسجد بن سلمان، يوم الجمعة الماضي، والاشتباكات المستمرة بين الحوثيين والجيش اليمني، عاد الوسطاء القطريون إلى محافظة صعدة المضطربة، أمس، على أمل إنقاذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي بات حبراً على ورق.وقال كبير المفاوضين الحوثيين، صالح هبرة، إن القطريين والوفد الحكومي عادوا إلى صعدة وسط استمرار التوترات. وأضاف أن الوضع في صعدة لا يزال متوتراً بعدما أسفرت قنبلة زرعت على دراجة نارية عن سقوط 18 قتيلاً خارج مسجد، الجمعة الماضي. كما أقامت القوات الحكومية نقاط تفتيش حول المدينة، ولا تزال الشوارع شبه خالية.
وأفاد مصدر أمني أن عدداً من المشتبه فيهم ألقي القبض عليهم عند نقطة تفتيش في صعدة، وأن التحقيقات تشير إلى أن أتباع الحوثي، وهم من الطائفة الزيدية الشيعية، وراء الهجوم، وهو ما نفاه الحوثي.
كما أفاد المصدر الأمني وشهود عيان عن مصرع 12 شخصاً، بينهم 5 جنود و6 متمردين في الاشتباكات المتجددة بين الحوثيين والجيش اليمني في محافظة صعدة، أول من أمس.
وقالت مصادر قبلية محلية إن المتمردين بزعامة عبد الملك الحوثي سيطروا على مبنى حكومي في مديرية منبه بعد اشتباكات أول من أمس، فيما يحاصر الجيش حالياً المجمع، وتتوسط قبائل للتوصل إلى نهاية لهذه الأزمة.
وتشهد اليمن منذ مطلع عام 2004 تصاعداً في القتال من حين إلى آخر في صعدة بين القوات الحكومية والمتمردين من الطائفة الزيدية الذين يقودهم الحوثي، إلى أن تم التوصل إلى هدنة في حزيران من العام الماضي برعاية قطرية بعد ستة أشهر من القتال الشرس. بيد أن تجدد أعمال العنف في الأسابيع الأخيرة بات يهدد بإطاحة الاتفاق، وسط الافتقار إلى الثقة من الجانبين، مع تراشق الاتهامات حول عدم الجدية بصنع السلام.
ورغم إلزام اتفاق وقف إطلاق النار اليمن بإعادة بناء مناطق خاصة بالمتمردين، وقيام الحوثيين بالتخلي عن أسلحتهم الثقيلة، يساور المتمردين القلق من أنه في حال التخلي عن أسلحتهم، فربما يتعرضون للهجوم، فيما لا ترغب الحكومة في الإفراج عن السجناء من الحوثيين منذ العفو الذي أفرج بمقتضاه عن 600 متمرد في 2006.
على صعيد آخر، أعلنت «كتائب جند اليمن» المتحالفة مع تنظيم «القاعدة» مسؤوليتها عن الهجوم الذي طال السفارة إلايطالية في صنعاء نهاية الشهر الماضي.
(أ ب، رويترز)