strong>موسى: لا يجب توجيه الاتّهام لسوريا بالمسؤوليّة لأن هذا ما تروّج له قوى خارجيّة
القاهرة ــ الأخبار
استبقت مصادر عربية واسعة الاطلاع زيارة اللجنة الوزارية العربية إلى بيروت لتكشف عن رفض مصري ـــــ سعودي جديد لأي محاولة عربية للتوسط بينهما وبين سوريا على خلفية الأزمة اللبنانية. وقالت المصادر لـ«الأخبار» إنه «فيما تدرك القاهرة والرياض أن فرصة نجاح اللجنة الوزارية العربية تبقى محدودة، فإن هناك مشاورات غير معلنة تجددت أخيراً بين القاهرة والرياض للاتفاق على الخطوات التالية في حال إخفاق اللجنة في التوصل إلى تسوية لمنع التدهور الأمني في بيروت وتمكين اللبنانيين من إنهاء الفراغ الرئاسي».
وأوضحت المصادر أن «من بين هذه المقترحات، إشعار دمشق بتململ مصري صريح من عدم تجاوبها مع المطالب السعودية والمصرية المتكررة برفع يدها عن لبنان وعدم التدخل في شؤونه الداخلية». ولمّحت إلى أن الرئيس المصري حسني مبارك أبلغ مسؤولين عرباً ترحيبه بإجراء حوار مباشر مع نظيره السوري بشار الأسد بشأن الأزمة اللبنانية شرط أن يؤدي هذا اللقاء إلى نتائج إيجابية وملموسة.
وفي سياق اللجنة الوزارية، أجرى الأمين العام للجامعة العربية، عمرو موسى، اتصالاً هاتفياً، قبل مغادرته إلى الدوحة، مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، أبلغه خلاله أن اللجنة الوزارية العربية ستصل صباح اليوم إلى مطار بيروت.
واستبق موسى زيارته إلى لبنان بالتأكيد على أن الأزمة «موضع نقاش واهتمام من جميع الدول العربية واللجنة مهمتها الأساسية وقف المصادمات المسلحة وإقناع الفرقاء اللبنانيين بالعودة فوراً إلى طاولة الحوار ورعاية هذا الحوار وسيُرسَل وفد إلى لبنان ليكون على اتصال بجميع القوى في لبنان».
وقال موسى، في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية، إن «خطورة الأزمة اللبنانية تتمثل في أنها كانت سياسية معقدة، والآن تحولت إلى أمنية خطيرة، وأمام هذا الوضع لا بد أن تكون اللجنة على مقربة من الأحداث والأطراف». وأوضح أن المبادرة العربية، إضافة إلى البيان الصادر عن اجتماع وزراء الخارجية العرب قبل يومين «مكملان لبعضهما». وأكد أن «التدخلات الخارجية وانسياق بعض الأطراف وراءها كانا سبباً في تعطل هذا الحوار، وأن تنفيذ المبادرة العربية سيحل الأزمة اللبنانية فوراً، لأن تعطل هذا الحوار أدى إلى تعطل انتخاب رئيس الدولة، وهي حالة استثنائية غريبة على الدول العربية».
وأكد موسى أنه «يجب ألاّ تُخلَط الأمور، فإن ما يحدث في لبنان أزمة داخلية لبنانية، ولا يجب توجيه الاتهام لسوريا بالمسؤولية عن ذلك، لأن هذا الاتهام هو ما تروج له قوى خارجية لها مصلحة في نشر بذور الخلافات والصراعات بين الدول العربية». ولفت إلى أن الخروج من المأزق الحالي يتطلب «تعاون كل الدول العربية، لأن استمراره له انعكاسات خطيرة على منطقة الشرق الأوسط». وقال: «نحن نريد إغلاق هذا المدخل، والتعامل مع التطورات الحالية يتطلب فتح حوار مع كل الأطراف اللبنانية ومع كل الدول العربية، لأن المشكلة تخصنا جميعاً، ونحن لا نستبعد أحداً، وعلينا جميعاً أن نشارك في الحل، وألّا نسمح لأحد من الخارج بأن يعمق خلافاتنا».
وفي ما يتعلق بقرب صدور قرار من مجلس الأمن يدين حزب الله، الهدف منه هو تفكيك أسلحته، أكد موسى «وجود تنسيق بين الجامعة العربية والأمم المتحدة، ونحن كجامعة لا نقبل إدانة طرف على حساب طرف آخر لأن الكل في الأزمة مشارك والأمين العام للأمم المتحدة يرحب بالتعاون مع الجامعة لحل الأزمة، ولكن يجب الأخذ في الاعتبار أن مجلس الأمن يتعرض للضغوط من بعض الدول من أجل استصدار قرار يحقق لها أهدافاً معينة ونتمنى أن يصمد المجلس أمام هذه الضغوط». وبشأن توقعاته بشأن تحقيق اللجنة نتائج، قال موسى: «الوضع في لبنان يذكرني بمقولة اشتدي يا أزمة تنفرجي بمعنى أنني متفائل بأن الأوضاع ستتجه للأفضل». ورفض القول إن جميع جولاته إلى لبنان لم تحقق النتائج المرجوة.
وعن وجود اقتراح بتأليف لجنة دولية عربية مشتركة لحل الأزمة، قال موسى: «نحن لا نمانع بمشاركة دولية إذا كان الهدف منها إصلاح الأوضاع ورجوعها إلى الاتجاه الصحيح إن كانت هذه الجهود الدولية لا تحمل أهدافاً خبيثة». وأضاف أن جميع الدول العربية متفقة على ضرورة دعم العماد ميشال سليمان مرشحاً توافقياً لرئاسة لبنان «ونحن ندعم ونؤيد هذا لأن عليه توافقاً داخلياً لبنانياً».