عشية الانتخابات التمهيدية التي ستجرى في ولاية بنسلفانيا غداً، عاد المرشّحان الديموقراطيان هيلاري كلينتون وباراك أوباما إلى تراشق الانتقادات، بعد هدنة الأسبوع الماضي، ولا سيما أن على الأولى الفوز بأكبر قدر من الأصوات لإبقاء طريقها سالكة إلى البيت الأبيض.وقال أوباما «لقد أخذت كلينتون مواقف متناقضة في أوقات مختلفة حول قضايا التجارة والحرب، هكذا تسير الأمور في واشنطن، تستطيع قول شيء هنا، ونقيضه في مكان آخر». وأضاف أن «حجة السيدة الأولى السابقة أنه لا يمكن تغيير قواعد اللعبة في واشنطن. إنها تجيد استخدام سياسة القطع والحرق، وتقول ما يريد أن يسمعه الناس». وتابع «قد لا أكون كاملاً، لكني أقول ما أفكر به، وسأقول لكم دوماً أين أقف، أمامنا أربعة أيام لجلب التغيير إلى أميركا، إنها لحظتنا، إنه دورنا».
بدورها، دعت كلينتون إلى «إلقاء نظرة فاحصة على صحة ما يفعله منافسها، وعلى من يملك المعرفة في كيفية التعامل مع الأعباء التي يواجهها المجتمع الأميركي»، واتّهمت أوباما بـ«التباهي». وقالت «أريد من الجميع أن يفكر وألا ينساق».
وتحتاج كلينتون للحاق بمنافسها إلى 65 في المئة على الأقل من الأصوات خلال الجولات العشر المقبلة من الانتخابات التمهيدية. وأشار استطلاع للرأي نشرته مجلة «نيوزويك»، أول من أمس، إلى أن أوباما يوسّع الفارق بينه وبين منافسته، وأعطاه تقدماً بنحو 20 نقطة بين الناخبين الديموقراطيين على المستوى الوطني. وبدا أوباما، بحسب الاستطلاع، المفضّل لدى 54 في المئة من الناخبين الديموقراطيين في مقابل 35 في المئة يميلون إلى كلينتون. كما أظهر الاستطلاع أن غالبية الناخبين تعتبر كلينتون غير صادقة وغير جديرة بالثقة بعد هفوة قصّة سفرها إلى البوسنة عام 1996 التي ضخمت ظروفها بشكل هائل.
إلى ذلك، حصل أوباما على دعم أحد كبار المسؤولين السابقين في إدارة بيل كلينتون، إضافة إلى دعم عضوين سابقين ديموقراطيين في مجلس الشيوخ الأميركي، هما: سام نان وديفيد بورين.
وذكرت شبكة «سي إن إن» الأميركية أن وزير العمل السابق في حكومة كلينتون، روبرت رايتش، أعلن دعمه لأوباما. وقال رايتش «إن ضميري لا يسمح لي بأن أسكت أكثر».
وفي خضم المنافسة الحادة التي يشهدها الحزب الديموقراطي، تنعقد القمة السنوية لمنظمة «النافتا» (اتفاق التجارة الحرة لدول أميركا الشمالية) في الولايات المتحدة، حيث يلتقي الرئيس الأميركي جورج بوش نظيره المكسيكي فيليبي كالدرون ورئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر في نيو أورليانز. وكان كل من كلينتون وأوباما قد طالبا بإعادة التفاوض حول الاتفاقية إذا انتخبا.
على صعيد آخر، أشار خبراء بيئيون إلى أن المرشّحَين الديموقراطيين للرئاسة الأميركية يضعان الاحتباس الحراري في سلّم أولوياتهما، إلا أنهما تجنبا الغوص في مسألة خفض الانبعاثات السامة.
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي)