استعرت الحملة الأميركية ضدّ طهران أمس، غداة تصريح وزير الدفاع روبرت غيتس بأن واشنطن تستعرض القوة في الخليج، «للتذكير» بقوتها، مع إعلان وزارة الخارجية أن إيران تبقى الدولة الإرهابية «الرئيسية»، في حين أكدت الجمهورية الإسلامية أنّها «يقظة لأنّ العدوّ قريب جداً». ورأى غيتس، خلال زيارة إلى المكسيك، أنّ إرسال حاملة طائرات ثانية إلى منطقة الخليج بمثابة استعراض للقوة العسكرية الأميركية في المنطقة. وقال «لا أعتقد أنّ حاملتي طائرات ستبقيان هناك لفترة طويلة، لذلك لا أرى في هذا الأمر تصعيداً»، مضيفاً أنّه يجب أن يُنظر إلى هذه «الخطوة على أنّها تذكير بالقوّة العسكرية للولايات المتحدة في المنطقة».ورغم ظواهر الاستعداد الأميركي لشنّ حرب ضدّ طهران، الذي أشارت إليه شبكة التلفزيون الأميركية «سي بي أس نيوز» بقولها إنّ وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أمرت بوضع خيارات جديدة لمهاجمة إيران، وأنّها بدأت إعداد إنذار لها، نفى غيتس أن تكون وزارة الدفاع تعدّ فعلاً لضربات عسكرية ضدّ الجمهورية الإسلامية، مشيراً إلى أنّ التصعيد الكلامي جاء بعد تصاعد العنف في العراق. وكانت واشنطن قد أرسلت حاملة الطائرات «أبراهام لنكولن» إلى الخليج هذا الأسبوع لتحل مكان الحاملة «هاري ترومان» بعد تصعيد في اللهجة ضدّ طهران على خلفية اتهامها بزعزعة استقرار العراق والمنطقة. وفي السياق، نشرت وزارة الدفاع الأميركية تقريراً أمس، جاء فيه أن «إيران تبقى الدولة الرئيسية التي تدعم حركات إرهابية».
وأوضحت الخارجية الأميركية أن «القادة الإيرانيين واثقون من أن ذلك يساعدهم على ضمان أمن النظام عن طريق ردع الولايات المتحدة أو إسرائيل عن شن هجمات.. وإن ذلك يضعف واشنطن، وسياسة التخويف تعزز نفوذ إيران وتساعد على طرد أميركا من الشرق الأوسط».
في المقابل، أعلن قائد القوة الجوية للحرس الثوري الإيراني، العميد حسين سلامي، أنّ «أميركا التي ترى نفسها اليوم أكبر امبراطورية وتمتلك أكثر من 50 في المئة من القدرات العسكرية في العالم، فشلت خلال الأعوام الأخيرة في جميع الساحات.. لكن عليك باليقظة، يجب ألا ننسى بأنّ العدوّ أصبح اليوم قريباً جداً منا».
من جهته، أكّد المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، علي خامنئي، أنّ شعبه سيبقى صامداً في وجه كل التهديدات، مشدّداً على أنّ إيران تحوّلت إلى قوّة إقليمية كبرى «بفضل الحصار المفروض عليها».
وتطرّق خامنئي إلى المشكلة الاقتصادية، التي أعادها إلى «أزمة الغذاء وارتفاع الأسعار العالمية». واتهم وسائل الإعلام الغربية بتصوير هذه المشكلة وكأنّها تخصّ إيران وحدها، وناتجة عن إهمال الحكومة، مشيراً إلى أنها أقلّ مما لدى العديد من الدول.
من جهة أخرى، نقل أمين مجلس الأمن القومي الروسي بالنيابة، فالنتين سوبولوف، رسالة من الرئيس فلاديمير بوتين إلى نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد، أكد خلالها أنّ العلاقات الروسية مع طهران ستبقى مستمرّة بعد أن يغادر الكرملين ويُسلّم مفاتيحه إلى خليفته ديمتري ميدفيديف. وقال إن «مبادئ العلاقات المتبادلة وسياستها لن تعتمد على من هو في السلطة»، مشدداً على أنّ بلاده «تلتزم بقوّة بتعهداتها بشأن إكمال محطة بوشهر النووية في موعده المحدد».
وفي السياق، أعلنت أذربيجان على لسان نائب وزير خارجيتها، آراذ آذيمون، أنّ أزمة شحنة العوازل الروسية العائدة لمحطة بوشهر النووية الإيرانية المحتجزة لديها منذ 29 آذار الماضي «سيتُحلّ قريباً».
(أ ب، أ ف ي، يو بي أي، رويترز)