نيويورك ـ نزار عبودورتّبت لووت، المتزوجة من مستشار جورج بوش الأول لشؤون الحربين الأفغانية والعراقية، الجنرال دوغلاس لووت، وجبة الإفطار في اللحظة الأخيرة، كي يرسي على الشركة الأميركية من دون الدخول في النظام المتّبع في الأمم المتحدة للحصول على العقود، ألا وهو نظام المناقصة الذي يشترط توافر ثلاثة عروض، رغم أنّ قوات «الهجين» وصلت إلى دارفور في بداية العام الجاري. ويُسهم الأميركيون بربع نفقات قوة حفظ السلام في دارفور، إلا أنّهم يشترطون أن ينالوا العقود، تماماً بالطريقة نفسها التي مُنحت بها العقود لشركة «هاليبرتون» في العراق.
العقد جزء من سلسلة عقود منحت لشركات أميركية فقط في دارفور بلغت قيمتها مليار دولار، وكان أكبرها عقدٌ بقيمة 250 مليون دولار لإنشاء معسكرات قوّات الهجين في هذا الإقليم السوداني.
وفي تطورات أزمة دارفور الميدانية، ذكرت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية أنّ القائد الميداني، محمد حمدان، الذي يقود مئات المقاتلين من ميليشيا الجنجويد، التي تتهمها منظمات حقوق الإنسان بارتكاب الفظائع في إقليم دارفور، اعترف بأن الحكومة السودانية تزوّد مقاتليه بالأسلحة والسيارات.
وادعى حمدان أنّه «يتحكّم بنحو 20 ألف مقاتل عربي جنّدتهم وسلّحتهم حكومة الخرطوم لمحاربة المتمرّدين الأفارقة في دارفور، ويتلقى الأوامر مباشرة من الرئيس السوداني عمر البشير». وقال إنّه التقى الأخير مرّتين في أيلول 2006 وحضر اللقاءين وزير الدفاع السوداني الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين. وأضاف: «عناصر من الجيش النظامي السوداني درّبت مقاتليه الذين يحاربون المتمرّدين فقط». وتابع أنّه «تلقى أوامر للمشاركة في عمليات في المناطق المدنية، إلا أنّه كان يرفض دائماً تنفيذها».
في المقابل، قال الرئيس السوداني، الذي توجّه أمس إلى العاصمة السنغالية داكار لحضور قمة المؤتمر الإسلامي، إنّ «هناك مؤامرة تحاك على السودان مدخلها دارفور، وقد سخّرت لها كل الإمكانات المادية والإعلامية». ورأى أن «الدليل على صحة ذلك هو أنّ كل من يحمل السلاح ضدّ أي حكومة يصنّف أنّه إرهابي إلا في السودان».