strong>إسرائيل تحمّل «حماس» المسؤوليّة وتتوعّد باغتيالات والسلطة تستعيد خطاب «المقاومة» غزة، رام الله، القدس المحتلة ـ الأخبار
واجهت «تهدئة غزة» امتحانها الأوّل أمس، بعدما أطلقت «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي»، 25 صاروخاً على المستوطنات المحيطة بالقطاع، رداً على اغتيال قيادييها في الضفة الغربية أول من أمس، فيما أغار الطيران الإسرائيلي على منطقة في شمال غزة من دون إيقاع إصابات.
هذا «الخرق» أثار تصدّعات في التهدئة، إلا أنه ليس واضحاً إذا ما كان سيؤدّي إلى انهيارها، ولا سيما أن «القصف الصباحي» الفلسطيني والإسرائيلي لم تتبعه أي تطورات ميدانية مسائية، ما دفع مراقبين إلى توقّع أن يكون الخرق رسائل متبادلة للجولة المقبلة من مفاوضات التهدئة المقرّرة في القاهرة خلال الأيام القليلة المقبلة.
في هذا الوقت، برز تطوّر لافت في خطاب السلطة الفلسطينية، ردّاً على اغتيال المقاومين الخمسة في الضفة أول من أمس، إذ أصدرت بياناً شدّدت فيه على «استمرار المقاومة»، وهي لهجة لم تعتد السلطة استخدامها على الأقل منذ تولي سلام فياض منصب حكومة تسيير الأعمال وحملته على «السلاح غير الشرعي».
وأعلنت «سرايا القدس»، أمس، أنها أطلقت على دفعتين 25 صاروخاً وقذائف هاون على بلدات إسرائيلية في النقب، وخصوصاً على سديروت، وثلاثة صواريخ على عسقلان، إلى الشمال منها.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن 12 صاروخاً أُطلقت من قطاع غزة انفجر منها اثنان في سديروت فأحدثا أضراراً في مبنى من دون إيقاع إصابات. وأضاف أنه «تم إطلاق أربعة صواريخ وقذيفتَي هاون من دون أن توقع إصابات».
وأعلنت إسرائيل أنها تحمِّل حركة «حماس» مسؤولية إطلاق الصواريخ. وشن الطيران الإسرائيلي غارة جوية على شمال قطاع غزة، هي الأولى منذ قرابة أسبوع، استهدفت قاذفاً للصواريخ.
وقال المتحدث باسم رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت، مارك ريغيف، إن «إسرائيل ستحمِّل حماس المسؤولية عن كل صاروخ يطلق من قطاع غزة». وأضاف: «عندما تعلن منظمة أخرى المسؤولية مثلما حدث في وقت سابق اليوم، فإن هذه المنظمة لا يمكنها إطلاق الصواريخ من دون موافقة حماس وتعاونها. ولن نسمح لحماس بالتعاقد من الباطن على الإرهاب».
وشارك أكثر من عشرة آلاف فلسطيني، أمس، في تشييع المقاومين الأربعة في بيت لحم، حيث أُعلن الإضراب العام حداداً. وانطلقت الجنازة الجماعية من ساحة المهد إلى مقبرة المدينة وسط هتافات تطالب بالانتقام.
وفاخر وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، بعملية الاغتيال. وقال: «أثبتنا مجدداً في بيت لحم أن إسرائيل ستطارد وتضرب كل قاتل يداه ملطختان بالدم اليهودي. إسرائيل ستصل إليهم، مهما مرّ من الوقت». وأضاف أن «الصراع لم ينتهِ وسيستمر في هذه الايام أيضاً، في بيت لحم وغزة والقدس». وتابع: «سنشهد مزيداً من الأشياء الصعبة، إلى أن نصل إلى مرحلة الهدوء».
في المقابل، أصدرت رئاسة السلطة الفلسطينية بياناً شديد اللهجة أكدت فيه أن الشعب الفلسطيني سيواصل «المقاومة حتى دحر الاحتلال». واستنكر البيان «جرائم إسرائيل الوحشية». وأكد أن «قوات الاحتلال الإسرائيلي أقدمت على ارتكاب جريمة بشعة في مدينة بيت لحم، حيث قامت مجموعات المستعربين باغتيال أربعة مقاومين من سرايا القدس وكتائب الأقصى... والمقاوم صالح عمر كركور من بلدة عتيل».
وأضاف البيان أن «هذه الجريمة الوحشية بحق مناضلينا وشعبنا الفلسطيني تكشف القناع الزائف عن وجه إسرائيل التي تتحدث عن السلام زوراً وبهتاناً وترتكب يومياً جرائم القتل والإعدام بحق أبنائنا وأهلنا». وتابع: «رغم كل الادعاءات الزائفة من حكومة إسرائيل بحرصها على تحقيق السلام والأمن، فإنها في الواقع وحقيقة الأمر تواصل الاستيطان في القدس الشريف وباقي المناطق في الضفة من دون توقف، ضاربة عرض الحائط بكل تعهداتها الزائفة في أنابوليس وفي المحافل الدولية، إضافة إلى المحرقة الوحشية التي ارتكبتها ضد أبنائنا ونسائنا وأطفالنا في قطاع غزة».
وتابع البيان أن «حكومة إسرائيل تخطئ إن توهمت أن هذه الجرائم ستفتُّ من صمود الشعب الفلسطيني»، مؤكداً أن «هذا الشعب سيواصل صموده وتمسكه بأرضه ومقاومته للاحتلال والاستيطان حتى دحر المحتلين والمستوطنين وإقامة دولة فلسطين عاصمتها القدس الشريف».