strong>تقرير للكونغرس الأميركي يقرّ بصعوبة عزل طهران أو الضغط عليها
عادت حركة الاتصالات الدولية لتنشط أمس بهدف حمل الصين وروسيا على إنجاح استصدار قرار عقوبات ثالث في مجلس الأمن الدولي ضد إيران بسبب برنامجها النووي، وذلك قبل أيام من اجتماع مرتقب للدول الخمس الدائمة العضوية في المجلس وألمانيا في برلين الثلاثاء المقبل.
ولهذه الغاية، زارت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني موسكو، في وقت استقبلت فيه بكين كلاً من مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جون نغروبونتي ورئيس الوزراء البريطاني غوردون براون، وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي.
واتفقت ليفني مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف على ضرورة السعي إلى حل مشكلة الملف النووي الإيراني بالوسائل السياسية الدبلوماسية. ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» عن ليفني قولها، في مؤتمر صحافي مشترك مع لافروف، «ندعو إلى حل هذه المشكلة بالوسائل السياسية الدبلوماسية وندعو روسيا إلى التحلي بالصلابة في هذه القضية».
ورداً على سؤال عن تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت بشأن إمكان القيام بعمل عسكري ضد إيران في حال رفضها التخلِّي عن برنامج تخصيب اليورانيوم، قالت ليفني إن «إسرائيل تشاطر المجتمع الدولي موقفه بشأن عدم جواز امتلاك إيران السلاح النووي. وإننا ندعو إلى حل هذه المشكلة جماعياً مع روسيا والمجتمع الدولي عن طريق العقوبات».
أماَّ لافروف، فقد جدد من ناحيته القول «سنواصل بإصرار السعي إلى تسوية هذه القضية بالوسائل السياسية الدبلوماسية. ولا يوجد، بحسب رأينا، بديل سديد لهذا».
وفي بكين، قال نغروبونتي إن الولايات المتحدة ستحاول من جديد إقناع الصين بدعم تعزيز العقوبات المفروضة على إيران بشأن برنامجها النووي. وأضاف إنه سيناقش هذه القضية مع القادة الصينيين خلال جولة جديدة من الحوار الاستراتيجي الأميركي ـــ الصيني، تعقد في إقليم غيجو (جنوب غرب الصين) منذ يوم أمس وتنتهي اليوم.
وتابع المسؤول الأميركي «من المهم استصدار قرار جديد في مجلس الأمن الدولي لأن إيران لم تحترم القرارات السابقة»، مشيراً الى «أنها الحجة التي سنقدمها إلى السلطات الصينية».
لكن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، جيانغ يو، أوضحت موقف بلادها بالقول «لم يتغير موقفنا في المسألة النووية الإيرانية. نأمل أن تحترم إيران قرارات الأمم المتحدة وتبرهن على مرونة وتعمل مع الأسرة الدولية».
وفي السياق، ذكر متحدث باسم السفارة الإيرانية في بكين أن كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي الإيراني سعيد جليلي بدأ أمس «زيارة عادية (إلى الصين) وهو موجود في بكين لإجراء مناقشات مع القادة الصينيين وتبادل الأفكار حول ملفات جارية مثل التطورات الحالية والقضايا الثنائية».
وفي فيينا، دعا وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، في مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية، المجتمع الدولي إلى «البقاء حازماً» إزاء الملف النووي الإيراني. وقال شتاينماير، قبل محادثات أجراها مع المدير العام لوكالة الطاقة محمد البرادعي، «من المهم معرفة وجهة نظر محمد البرادعي إثر مباحثاته في طهران وتقديره بشأن التوصل الى حل مع إيران». وأضاف «لا تزال هناك أسئلة مفتوحة ينبغي لإيران الرد عليها إذا رغبت في إرساء مناخ ثقة. سنبقى حازمين لأن المجتمع الدولي لا يمكنه السماح بتطوير تكنولوجيا السلاح النووي في المنطقة».
في هذا الوقت، أثار تقرير لوكالة تحقيق تابعة للكونغرس الأميركي الشكوك في جدوى العقوبات التجارية التي تفرضها الولايات المتحدة منذ عقدين ضد إيران، وحث على ضرورة إجراء مراجعة دقيقة لمصدر ازدهار التجارة الخارجية الإيرانية.
وأوضح مكتب المحاسبة الحكومي، وهو ذراع التحقيق والمراجعة التابع للكونغرس، في التقرير الذي نشر على شبكة الإنترنت، أن إجمالي حجم التجارة الإيرانية مع العالم ارتفع بنسبة تراوح بين 7 في المئة و9 في المئة منذ عام 1987، مشيراً إلى أن «هذه التجارة تضمنت واردات أسلحة وتكنولوجيا نووية».
وذكر التقرير أن «علاقات إيران التجارية على مستوى العالم ودورها البارز في إنتاج الطاقة يجعلان من الصعب على الولايات المتحدة عزلها والضغط عليها من أجل خفض تسليحها ودعمها للإرهاب».
إلى ذلك، ذكرت صحيفة «إيران» أن مندوب طهران الدائم لدى منظمة الدول المصدّرة للنفط «أوبك»، حسين كاظمبور اردبيلي، حذَّر من أن أي عقوبات غربية على الاستثمارات في قطاع الطاقة الإيراني قد تهدد إمدادات الطاقة وتُضر أيضاً بالدول المستهلكة. واستبعد اردبيلي أن يتمكّن مجلس الأمن من الاتفاق على عقوبات جديدة أو أن تؤيد روسيا والصين مثل هذه الإجراءات.
(أ ف ب، رويترز، د ب أ)