طهران ـــ محمد شمص
تشيني: نعمل لإنهاء التهديد الإيراني... ولو عسكرياً
وصف المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في ايران آية‎‎ الله‎‎‎ علي خامنئي ‎موضوع الطاقة‎ بأنه‎ من‎ أهم‎‎ قضايا العالم في‎ الحاضـر والمستقبل،‎‎ مشيراً الى‎ مشروع مد أنبـوب‎ نقـل الغاز الإيراني‎‎ الى شبه‎‎ القـارة الهندية خلال استقباله أمس‎ الرئيـس‎ الباكستاني‎ برويز مشرف.
وأشار خامنئي‎ إلى‎‎ أن‎ “الجمهورية‎‎‎‎‎ الإسلامية دولة غنية من‎ حيث المصادر الغازية‎‎ وهي‎ مستعدة لوضع‎ مصادرها وإمكاناتها في‎ متناول‎ الاشقـاء المسلمين‎ ومنهم‎ الشعب‎ الباكستاني”.
‎ ونقلت وكالة «اسنا» الطلابية عن خامنئي قوله لمشرف إن «اسرائيل هي السبب الرئيسي للانقسامات في الدول الإسلامية»، مضيفاً إن «أي خطة في شأن الوضع في الشرق الأوسط ستنجح عندما توقف أميركا استقواءها على المنطقة وتضع حداً للجرائم الصهيونية».
أما الرئيس‎ الباكستاني الذي غادر طهران مساء امس‎ بعد لقائه الرئيـس‎ محمود احمدي نجاد،‎ فقال إن‎ الهدف‎ من‎‎ زيارته‎ لطهران هو تعزيز العلاقات‎ بين‎‎ البلدين ومناقشة‎‎ أوضاع المنطقة والعالم‎ الإسلامي‎ مع‎ المسؤولين‎‎ الايرانييـن.‎
وتأتي زيارة مشرف في إطار جولة قادته إلى كل من السعودية ومصر وسوريا والأردن والإمارات، في مسعى للتوصل إلى حل لقضايا الشرق الأوسط والشعب الفلسطيني، كما ذكرت وكالة «ارب» الإيرانية.
وقال نجاد أمس إن الإنجازات العلمية التي تحققت في إيران تهدف الى خدمة كل الشعوب، مشيراً الى أن طهران لن تسمح “للقوى الاستكبارية بمصادرة هذه الإنجازات”.
ونقلت وكالة “ارنا” عن نجاد قوله، خلال افتتاح مجمع للأدوية، “على العالم أن يعلم أن الشعب الإيراني صديق لكل الشعوب وأن نظرته الى العالم هي نظرة إسلامية وإنسانية وإلهية وودية”.
من جهته، قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي لاريجاني، في المؤتمر الصحافي المشترك مع رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق عبد العزيز الحكيم في طهران، «إن إيران ليست بصدد امتلاك قنبلة (نووية) وقد أعلنت ذلك مراراً»، مشيراً إلى أنه لن يجري أي محادثات مع المسؤولين الأميركيين على هامش مؤتمر ميونيخ الأمني الأسبوع المقبل.

في السياق (يو بي آي، رويترز، ا ف ب، د ب أ)، استبعد المتحدث باسم الحكومة الايرانية غلام حسين إلهام احتمال تقديم تنازلات للغرب في الخلاف الدولي في شأن البرنامج النووي لطهران، قائلاً إن مثل هذه الخطوة ستؤدي إلى “مزيد من التنازلات” في المستقبل.
وفي فيينا، ذكرت مصادر دبلوماسية أوروبية أمس أن إيران قامت بتركيب مجموعتين يتألف كل منها من 164 جهازاً في محطة ناتنز النووية الموجودة تحت الأرض مما يضع الأساس لتخصيب اليورانيوم “على نطاق صناعي” لإنتاج الوقود النووي.
وقال دبلوماسي، لـ«رويترز»، “يعتزم الإيرانيون على ما يبدو تركيب نحو ست مجموعات (حوالى ألف جهاز للطرد المركزي) بحلول الربيع وتركيب بقية الثلاثة آلاف جهاز بحلول حزيران تقريبا”.
اما المتحدث باسم الخارجية الأميركية شون ماكورماك، فقد أشار الى أنه ليس لدى واشنطن أي تاكيد رسمي للخطوة الإيرانية. وقال إن «الإيرانيين أحدثوا الكثير من الضجة في شأن تركيب سلاسل إضافية (من أجهزة الطرد المركزي) وسجلهم يشير الى أنهم عندما يتحدثون عن هذه الأمور فإنهم يكونون قد قاموا بها بالفعل»، مضيفاً «إذا صحت تقارير الصحف، فإن ذلك قد يشير الى انهم مستمرون في طريق العزلة وعدم التعاون مع المجتمع الدولي».
كما صرح دبلوماسيون في العاصمة النمساوية أن الولايات المتحدة ترغب في أن تخفض الوكالة الدولية للطاقة الذرية برامجها لمساعدة ايران، البالغ عددها نحو 80 برنامج، بمقدار النصف الا أنها تواجه معارضة قوية من دول عدم الانحياز الأعضاء في الوكالة.
وفي واشنطن، قال نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني، لمجلة “نيوزويك” الأميركية امس، إن بلاده “تعمل لإنهاء التهديد النووي الإيراني بمختلف الوسائل، بما فيها الخيار العسكري، وأن دول المنطقة تشعر بالتهديد حيال إيران نجاد”.
في المقابل، اعترف الجنرال الأميركي السابق ويسلي كلارك، في حديث لوكالة «يونايتد برس انترناشيونال»، بالقلق من سياسات اليد الحديدية التي تنتهجها إدارة الرئيس جورج بوش في الشرق الأوسط.
وأوضح القائد الأعلى الأسبق لقوات منظمة حلف شمال الأطلسي في أوروبا والمرشح المحتمل للرئاسة الأميركية إن مصدر قلقه هو التوتر المتزايد بين الولايات المتحدة وإيران الذي قد يصل إلى نقطة اللاعودة.
وفي لندن، حذّر تقرير أصدرته أمس منظمات بريطانية من مضاعفات الحرب على إيران، وحثت حكومة طوني بلير على بذل أي شيء يمكن أن يمنع وقوع مواجهة عسكرية مع طهران.
وقال التقرير، الذي شارك في إعداده مركز السياسة الخارجية ومنظمة «أوكسفام» الخيرية ومجلس الشورى الإسلامي ومنظمة التضامن المسيحي عبر العالم ونقابات عمالية، «إن العمل العسكري ستكون له مضاعفات لا يمكن تخيلها».