strong> سيناريو أميركي ــ إسرائيلي لضرب إيران «النووية»!لا تزال لغة الحرب ضد إيران، على خلفية برنامجها النووي، محور تقارير صحافية، على رغم بعض تصريحات المسؤولين المستبعدة لهذا الخيار. وكشفت صحيفة «صنداي تليغراف» البريطانية أمس عن أن الولايات المتحدة وإسرائيل تضعان سراً خططاً للتعامل مع إيران النووية.
وقالت الصحيفة إن واشنطن وتل أبيب تعدّان الآن لما كان اعتُبر لفترة طويلة «سيناريو غير مقبول بسبب تضاؤل آفاق شن ضربات جوية لتدمير المنشآت النووية لدى إيران وقيام روسيا والصين بتقويض جهود تبنّي نظام عقوبات دولية ضد طهران». وأضافت أن رؤساء الاستخبارات والمخططين العسكريين في الولايات المتحدة وإسرائيل وصلهم تحذير من أن إيران برعت في إخفاء منشآتها النووية وبعثرتها، وبصورة أفضل عن التقديرات السابقة، فيما يعكف استراتيجيو وزارة الدفاع الأميركية على تطوير سياسات الردع للتعامل مع إيران «النووية» في المستقبل.
وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، استناداً إلى تقارير مسرّبة، طلب من المسؤولين الأمنيين، خلال اجتماع قبل أيام، وضع مقترحات للتعامل مع إيران ذات قدرات ذرية، فيما يجري سلاح الجو الإسرائيلي تدريبات على شن غارات بعيدة المدى.
وقالت إن إسرائيل تعكف حالياً على تزويد أسطول من الغواصات الألمانية الصنع بأسلحة ذرية للرد على أي تهديد نووي إيراني، بينما يسعى وزير دفاعها إيهود باراك إلى تطوير نظام جديد مضاد للصواريخ المهاجمة.
غير أن قائد القيادة المركزية الأميركية الأدميرال ويليام فالون جدد أمس استبعاد احتمال توجيه ضربة عسكرية لإيران. وقال إن واشنطن تعتمد على الخيارات غير العسكرية بدلاً من ذلك.
ووصف فالون، أمام الصحافيين في القاهرة حيث يحضر مناورات «النجم الساطع» العسكرية، التقارير التي تتوقع توجيه ضربة أميركية لإيران بأنها «غير دقيقة للغاية». وقال «لا أريد أن يعتقد الإيرانيون خطأً أننا نخشاهم أو أننا نرغب في التخلي عن واجباتنا في المنطقة».
في المقابل، أعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، أول من أمس في المنامة، أنه لا يتوقع نشوب حرب جديدة في المنطقة، وقال في مؤتمر صحافي عقده في ختام زيارته للبحرين، «أعلنت أننا لا نتوقع حرباً جديدة في المنطقة، وبطبيعة الحال لن نقبل بتأزيم الأوضاع ولا نرغب في وقوع أي حرب، لكننا أخذنا كامل استعداداتنا لمواجهة هذا الاحتمال».
وفي الرياض أعلن نجاد، خلال مؤتمر صحافي في ختام قمة منظمة «أوبك»، أن إيران لا ترغب في استخدام النفط سلاحاً. وقال «لا نرغب في أي وقت في أن يُستخدم البترول أداةً (سياسية) أو أن نلجأ الى إجراءات غير مشروعة». إلا أنه أضاف «لكن إذا أخذت أميركا خطوة ضدنا فنحن نعرف كيف نرد».
وكانت وكالة «أسوشيتد برس» قد نقلت عن وكالة «دوو جونز» حديثاً لنجاد أشار فيه إلى أنه سيتشاور مع الدول العربية الأخرى في خطة اقترحها وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل الأسبوع الماضي، وتقضي بتخصيب اليورانيوم خارج المنطقة في بلد محايد كسويسرا، لكن الوزير السعودي أكد أمس أنه «لم يُناقش هذا الاقتراح».
وفي السياق، قال نائب كبير المفاوضين الإيرانيين جواد وعيدي، إنه سيلتقي مدير العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي روبرت كوبر الأربعاء المقبل للاستعداد لجولة المحادثات بين كبير المفاوضين سعيد جليلي والممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا.
أما رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية رضا آغازاده فقد ذكر من ناحيته أن وفداً من خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية «سيزور إيران لبحث قضية تلوث إحدى جامعات طهران في إطار الاتفاق (بين إيران والوكالة)»، وذلك خلال الأسبوعين المقبلين.
ورأى المتحدث باسم وزارة الخارجية، محمد علي حسيني، أن إصدار قرار جديد ضد إيران في مجلس الأمن الدولي «سيؤثر سلباً على مسار تنفيذ الاتفاق بين إيران ووكالة الطاقة» الذي أُبرم في آب الماضي.
إلى ذلك، علّق الرئيس السابق محمد خاتمي على التقرير الأخير لوكالة الطاقة بقوله إنه يحتوي على «نقاط إيجابية»، لكنه أشار الى «أن هناك نقاطاً غامضة في هذا التقرير يمكنها أن تكون ذريعة لعدم حيازة طريق عقلاني للحل».
(يو بي آي، أ ف ب، رويترز،
أ ب، مهر، إرنا، د ب أ)