strong>رايــــس تنهي جولتهــــا بلقــــاء الملــــك الأردني... وهــــادلي إلى المنطقــــة الأسبــــوع المقبــــل
أنهت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس جولتها الشرق الأوسطية أمس بلقاء الملك الأردني عبد الله الثاني في لندن، بعدما غادرت الأراضي الفلسطينية المحتلة وإسرائيل بقناعة أن هناك «الكثير من العمل الواجب إتمامه»، رغم إقناعها الإسرائيليين بالتطرق في «الوثيقة المشتركة» المفترضة إلى قضايا «الوضع النهائي».
وقالت الوزيرة الأميركية أمس، إنها راضية عن المحادثات التي أجرتها خلال جولتها. وأضافت، للصحافيين على متن الطائرة التي أقلّتها إلى لندن، أن «فرق التفاوض جادة والناس جادون والقضايا جادة ولست مدهوشة لوجود بعض التوتر». وتابعت «لست مدهوشة لحدوث بعض النجاحات والإخفاقات. هذه سمة مثل هذا النوع من الجهود، لكنني راضية عما سمعته».
وأشارت رايس إلى أن الطرفين لم يبدآ بعد بصوغ الوثيقة المشتركة. وقالت «لست ادري متى سيكتبون كل شيء. يريدون قبل أي شيء إجراء مفاوضات بين مندوبين».
وجدّدت رايس التخفيف من حجم التوقعات في شأن مضمون هذه الوثيقة. وقالت «حتى إن كانت الوثيقة مهمة في الإشارة الى النوايا، فإن فكرة وجوب أن تكون محدّدة جداً حول المسائل كلها ليست ما يبحثون عنه».
وذكر مسؤول أميركي رفض ذكر اسمه، أن رايس ستعود إلى المنطقة بعد أسبوعين، مشيراً إلى أن مستشار الأمن القومي الأميركي ستيفن هادلي سيزرو إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة الأسبوع المقبل للإعداد للمؤتمر الدولي.
وكانت رايس قد قالت بعد لقائها نظيرتها الإسرائيلية تسيبي ليفني أول من أمس، «إني واثقة من أن هناك فرصة متاحة علينا اغتنامها، لكن لا يزال هناك بالتأكيد الكثير من العمل الواجب إتمامه».
وفي ردّ على الرئيس الفلسطيني محمود عباس، تعهّدت رايس أن الاجتماع الدولي «سيكون جوهرياً». وقالت «لا أتوقع أن يحضر أحد بأي ثمن بما في ذلك نحن». وأضافت «نحن في بداية عملية، وأعتقد أننا لو عملنا بجد لحل هذه القضايا، فستكون أمامنا فرصة معقولة للنجاح في المضي قدماً في التصور القائم على دولتين تعيشان جنباً إلى جنب في سلام وحرية».
من جهتها، أشارت ليفني، التي عُينت على رأس فريق المفاوضين الإسرائيليين، إلى استمرار «الهوة بين الأطراف، والتي يترتب علينا السعي إلى ردمها». وقالت «كما سبق وقلت، وهو أمر نعرفه من خلال التجربة، علينا تقديم تنازلات من الطرفين لتحقيق النجاح».
وفي ما قد يمثّل اختراقاً، أفاد مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى أمس، بأن إسرائيل وافقت على إدراج القضايا الجوهرية في الوثيقة المشتركة. وأوضح أن «رئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود أولمرت تراجع عن مطالبته بوثيقة تلتزم بالعموميات، ووافق على إدراج مسألة حل القضايا الجوهرية المتعلقة بالحل النهائي (اللاجئون والقدس وحدود الدولة الفلسطينية المقبلة) في الوثيقة المشتركة التي ستعرض على المؤتمر الدولي».
وقال المسؤول الإسرائيلي لوكالة «فرانس برس»، «سنذكر جميع القضايا الجوهرية في البيان المشترك، وسنعرض توجهات للمفاوضات، بالرغم من أن البيان لن يطرح الحل الكامل للمسائل».
وكانت صحيفة «هآرتس» ذكرت أمس، أن رايس اتفقت مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على مبادئ صيغة «البيان المشترك». وأشارت إلى أنه «بموجب هذا الاتفاق فإن البيان سيتطرق إلى قضايا الحل الدائم بين الجانبين وأهمها قضايا اللاجئين والقدس والحدود».
في المقابل، قال مسؤول فلسطيني رفيع المستوى لـ«رويترز»، لقد تحقّق «بعض التقدم» في المحادثات مع رايس ومع الإسرائيليين، مشدّداً على أن الفلسطينيين يقرّون بأنه لا يمكن تسوية كل التفاصيل في وثيقة المؤتمر.
وأشار مصدر فلسطيني آخر إلى أنه يعتقد أن رايس قد تكون مستعدّة لدراسة نوع من تاريخ مستهدف لاختتام المفاوضات مثلما اقترح عباس، وأن واشنطن أيضاً قد تعرض مقترحاتها لحلٍّ وسط إذا عجز الجانبان عن التوصل إلى موقف مشترك قبل المؤتمر.
إلى ذلك، قال مسؤول ملف المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، إن عباس مصمم على وجوب التوصل إلى وثيقة مشتركة مع الجانب الإسرائيلي حول القضايا النهائية قبل الذهاب إلى مؤتمر الخريف، مشدّداً على ضرورة «تنفيذ المرحلة الأولى من خطة خريطة الطريق وتحديد السقف الزمني للوثيقة والمعاهدة وصولاً إلى قيام دولة فلسطينية».
(أ ب، أ ف ب، رويترز، الأخبار)