القاهرة، رام الله ــ الأخبار
أعلـــن مشاركـــة سوريـــا ولبـــنان في «أنابوليـــس»... ودعـــا العـــرب إلى عـــدم التطبيـــع

جدّد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس الحديث عن جدول زمني لستة أشهر يتبع المؤتمر الدولي للسلام لإبرام اتفاق نهائي، إلا أنه أقرّ بأنه حتى الآن لم يتوصل إلى مثل هذه الصيغة في مفاوضاته مع الإسرائيليين أو الأميركيين. وكشف عن أن السعودية وسوريا ولبنان ستحضر المؤتمر المقرر عقده في أنابوليس الأميركية، مطالباً في الوقت نفسه الدول العربية بعدم التطبيع مع إسرائيل.
وشدّد عباس، بعد لقائه الرئيس المصري حسني مبارك، على أنه «لن يقدم أي تنازلات في المؤتمر الدولي للسلام وسيطلب تطبيق قرارات مجلس الأمن والمبادرة العربية وخريطة الطريق، التي تنصّ جميعها على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 67 وعاصمتها القدس الشرقية وعودة اللاجئين».
وأشار عباس إلى أنه اتفق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت ومستشار الأمن القومي الأميركي ستيفن هادلي على تشكيل لجنة ثلاثية «فلسطينية ـــــ إسرائيلية ـــــ أميركية» من أجل العمل على تطبيق البند الأول من خريطة الطريق قبل الذهاب إلى أنابوليس.
وأكد الرئيس الفلسطيني أنه اقترح على اسرائيل والولايات المتحدة أن تتضمّن الوثيقة المشتركة جدولاً زمنياً لا يتعدى ستة أشهر للتوصل إلى اتفاق سلام نهائي. وتابع «نحن اقترحنا مدة أقصاها ستة أشهر، ونحن حتى الآن لم نتفق مع الجانب الإسرائيلي ولا مع الجانب الأميركي على هذه المدة، لكننا نراها مدة كافية»، مشدّداً على أنه «لا يقبل بترك الأمور مفتوحة إلى ما لا نهاية».
وفي مقابلة مع وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، شدّد أبو مازن على أن الرئيس الاميركي جورج بوش سيحضر مؤتمر انابوليس، وكذلك رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، مضيفاً أن «الدول العربية ستحضر بما ترى لها من مستوى التمثيل».
وأشار عباس إلى أنه «تأكد حتى الآن حضور أعضاء اللجنة الرباعية الدولية، والتي تضم الأمم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبى وأعضاء مجلس الأمن الدائمين، فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة والصين وروسيا، ولجنة المتابعة العربية، التي تضم مصر والسعودية والأردن والبحرين وتونس والجزائر والسودان وسوريا وقطر ولبنان والمغرب واليمن والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، بالإضافة إلى ثلاث دول إسلامية والنروج».
وطالب أبو مازن الدول العربية والإسلامية بعدم اتخاذ أي إجراءات تطبيعية أو الاعتراف بإسرائيل في الوقت الحالي «إلا بعد أن تنسحب من جميع الأراضي الفلسطينية والعربية التي احتلت عام 67 وحل مشكلة اللاجئين حلاًّ عادلاً على أساس قرار الأمم المتحدة الرقم 194». وقال إن «حضور السعودية الاجتماع الدولي لا يعدّ تطبيعاً للعلاقات السعودية مع إسرائيل»، مضيفاً «عندما تلتقي السعودية وإسرائيل فليس من الضروري أن يتحدث السعوديون مع الإسرائيليين؛ فالسعودية تحضر اجتماعات الأمم المتحدة وإسرئيل عضو فيها، فهذا لا يعني أن السعودية أو غيرها اعترفت أو طبّعت».
ونفى عباس ما تردّد عن استئناف الحوار بين حركتي «فتح» و«حماس». وقال «لن ولم يكلف أي أحد من قادة حركة فتح بالحوار مع حماس إلا بعد أن تتراجع عن الانقلاب على الشرعية الفلسطينية وتعتذر للشعب الفلسطيني».
وقال أبو مازن إنه «بمجرد أن تعلن حركة حماس عن تراجعها عن الانقلاب في غزة وتبدأ بالتنفيذ سأبدأ الحوار معهم فوراً».
وفي رام الله، شدّد رئيس وفد التفاوض الفلسطيني، أحمد قريع، أمس على أن «السلطة الفلسطينية لن تقبل وثيقة من دون جدول زمني لعرضها على المؤتمر الدولي للسلام». وقال، خلال مؤتمر صحافي مع المفوضة الأوروبية للعلاقات الخارجية بينيتا ـــــ فيريرو فالدنر، «هناك حقوق وطنية للشعب الفلسطيني يجب على إسرائيل الالتزام بها للجانب الفلسطيني، وإذا كانت وثيقة من دون تحديد أولويات فلن تكون هناك مفاوضات لأنه لا بد من جدول زمني وجدول أعمال له أولويات واضحة».
وأشار قريع إلى أنه «من دون جدية ووضوح لا فائدة من المؤتمر». وأضاف «حتى الآن مفاوضاتنا مع اسرائيل لم تقترب من الحديث عن القضايا النهائية ونحن لم نلامس القضايا الجوهرية، لكننا تحدثنا عن حل الدولتين من دون أي مواعيد للجدول الزمني الذي نريده». وأوضح «أن إسرائيل لا تقبل حتى الآن مواعيد محددة وتماطل بوضع جدول زمني لتنفيذ الاستحقاقات المطلوبة للتوصل إلى وثيقة وفق جدول أعمال واضح أيضاً».
ورأى قريع «أن المطلوب من أجل نجاح المؤتمر الدولي للسلام هو وثيقة واضحة تشير إلى قضايا الوضع الدائم وهي الأرض والحدود والمستوطنات والقدس واللاجئون والمياه والعلاقات المشتركة بين الجانبين».
وفي السياق، شدّد الملك الاردني عبد الله الثاني من بكين على وجوب أن تؤدي الصين دوراً أكثر اهمية في الشرق الاوسط للمساعدة على حل النزاع الاسرائيلي ـــــ الفلسطيني. وقال، في جامعة بكين، «في منطقتنا، لطالما قامت الصين بدور فاعل من أجل إعطاء دفع لحل سلمي للنزاع العربي ـــــ الاسرائيلي وللتأكد من ضمان الاستقرار الإقليمي». وأضاف «بصفتها عضواً دائماً في الأمم المتحدة وبلداً يملك علاقات جيدة مع كل الاطراف في المنطقة، أعتقد أن دور الصين سيتصاعد»، مشيراً إلى تعيين الصين موفداً خاصاً لها إلى الشرق الاوسط.

هناك حقوق وطنية للشعب الفلسطيني يجب على إسرائيل الالتزام بها للجانب الفلسطيني، وإذا كانت وثيقة من دون تحديد اولويات فلن تكون مفاوضات لأنه لا بد من جدول زمني وجدول أعمال له أولويات واضحة