الرباط ـ عبد الصمد بن شريف
يبدو أن مهمة الأمين العام لحزب الاستقلال المغربي عباس الفاسي، التي أوكل بها بقرار من الملك محمد السادس، كوزير أول، لتشكيل الحكومة الجديدة، لن تكون سهلة بالنظر إلى صعوبة إرضاء حلفاء حزبه على مستوى توزيع الحقائب الوزارية.
يُعزِّز هذا الاحتمال تطورات المشهد السياسي بعد انتخابات السابع من أيلول الجاري التشريعية، الذي احتضن تيارات لم تكن في السلطة، على غرار حزب العدالة والتنمية الإسلامي، الذي أعلن أمس إمكان المشاركة في الحكومة.
هذا الإعلان، الذي من شأنه خلط الأوراق في المرحلة المقبلة، جاء على لسان عضو الأمانة العامة لـ«العدالة والتنمية»، النائب عبد الإله بن كيران، بقوله: «ليست لدينا خلافات مع حزب الاستقلال، وإن مشاركتنا ممكنة وعلى العكس فإن ذلك سيؤدي إلى قيام حكومة منسجمة».
ويستبعد المراقبون أن يعمد الفاسي إلى الانتقام لحزبه، الذي تعرض للتهميش مرتين، أثناء تشكيل حكومة التناوب الأولى برئاسة عبد الرحمن اليوسفي، عندما لم تعط للحزب سوى حقائب وزارية هامشية، رغم أنه كان الحليف والشريك الرقم واحد في الكتلة الديموقراطية إلى جانب التقدم والاشتراكية. وفي المرة الثانية، تعرَّض حزب الاستقلال لضغوط قوية من طرف رئيس الوزراء السابق التكنوقراطي إدريس جطو، لتعيين وزراء تكنوقراط باسم الحزب رغم أنهم لا ينتمون إليه.
غير أن الفاسي، الذي فاز حزبه بالمرتبة الأولى (52 مقعداً من أصل 325) في الانتخابات، أطلق إشارة إلى جميع الفرقاء السياسيين أكد فيها عزمه على «العمل من أجل أن تكون للمغرب حكومة قوية في مستوى التحديات والرهانات والتغلب على القضايا المطروحة، وخاصة في القطاع الاجتماعي».
وحفلت حياة الفاسي بمسيرة من العمل السياسي، الذي توج نضالاً طويلاً خاضه حزبه ضد الاستعمار الفرنسي منذ تأسيسه في عام 1944 وحتى نيل المغرب استقلاله في عام 1956. ولد الفاسي سنة 1940 في بركان (شمال شرق المغرب)، وحصل على الإجازة في القانون من جامعة الرباط (1963) وكان رئيساً للاتحاد العام لطلبة المغرب.
وشغل الفاسي مناصب وزارية ودبلوماسية عديدة، منها وزارة السكنى (1977ـــــ1981) ووزارة الصناعة التقليدية والشؤون الاجتماعية (1981ـــــ 1985) ووزارة التشغيل والتكوين المهني (2000).
كما عمل سفيراً للمغرب لدى تونس (1985) وممثلاً دائماً لبلاده لدى جامعة الدول العربية، وسفيراً لدى فرنسا (1990ـــــ 1994). وانتخب أميناً عاماً لحزب الاستقلال خلفاً لمحمد بوستة، في شباط 1998.