الرد الإيراني على تلويح بعض الدول الغربية بعصا الحرب جاء هذه المرة مختلفاً، إذ عرضت الجمهورية الإسلامية، للمرة الأولى، نموذجين من طائرتها المقاتلة الجديدة «الصاعقة»، عشية استئناف ممثلي الدول الكبرى (5+1) مشاوراتهم من أجل فرض رزمة جديدة من العقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل.لم تشفع محاولات وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، تلطيف حدة تصريحاته الأحد الماضي، حول «احتمال الأسوأ» تجاه طهران، في إقناع الجانب الإيراني بـ«سوء الفهم»، بل دفعت مسؤولاً عسكرياً إيرانياً إلى وصف فرنسا بأنها «عجوز بلا أسنان».
في هذا الوقت، أعلن وزير الدفاع الإيراني مصطفى محمد نجار، للتلفزيون الحكومي أمس، أن «طيارين من القوة الجوية، اختبروا بنجاح طائرتين من طراز صاعقة.. أفزع الاختبار أعداء إيران»، مضيفاً إن الطائرتين وهما من جيل «آزرخش»، ستنضمان رسمياً الى أسطول السلاح الجوي الإيراني غداً السبت.
وأكد القائد العام للجيش الإيراني عطاء الله صالحي، للتلفزيون الرسمي، أن الطائرة «تشبه طائرة أف ــــــ 18 (الأميركية) لكن لديها قدرات إضافية». وأضاف إن فرنسا «عجوز من دون أسنان، وقد وجدت لها أخيراً أسناناً اصطناعية تعود إلى الكيان الصهيوني»، معتبراً أن التهديدات الفرنسية الأخيرة باستخدام القوة ضد إيران هي «للاستهلاك الداخلي الفرنسي».
ومع ذلك، جدّد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، في مقابلة نشرتها صحيفة «لو فيغارو» أمس، قوله «لقد أسيء فهمي بدرجة كبيرة، وحان الوقت لإعادة التأكيد على عدم تحيز ووضوح موقفي». وكشف عن أن فرنسا تعتزم القيام بدور الوسيط في الأزمة مع الغرب بسبب البرنامج النووي، والبحث عن حل لها من خلال التفاوض، «على أساس تعليق (إيران) لبرنامج تخصيب اليورانيوم».
وأضاف كوشنير، الذي يبحث اليوم في واشنطن الملف الإيراني مع نظيرته الأميركية كوندوليزا رايس، أن «أسمى أمانيه» هي أن يُمرِّر مجلس الأمن الدولي برنامج عقوبات ضد إيران. إلا أن هذا لن يمنع باريس من «إعداد عقوبات مستهدفة مع شركائنا الأوروبيين».
وفي واشنطن، يستكمل ممثلو الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن (الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين) وألمانيا اليوم مباحثاتهم في شأن إمكان فرض عقوبات جديدة ضد إيران.
ومن المتوقع أن يلتقي وزراء خارجية الدول (5+1) في الثامن والعشرين من الشهر الجاري على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك.
وفي طهران، قال رئيس هيئة الطاقة النووية الإيرانية، غلام رضا آغازاده، إن «إيران تختبر نيات الغرب» من خلال العمل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ونقلت وكالة «فارس» للأنباء عن أغازاده قوله إنه يتوقع أن تلتزم الوكالة الدولية الدور الفني، وألّا تتجاوزه بسبب ضغط من الغرب.
وأضاف آغازاده، للصحافيين لدى عودته من فيينا حيث شارك في اجتماعات وكالة الطاقة، إن «إيران قدّمت فرصة مهمة جداً للوكالة والغرب. إذا كانت نياتهم التعاون وحسم المشكلة النووية فإيران أعربت عن استعدادها»، مشدداً على أن «هذه فرصة استثنائية ومن غير الواضح ما إذا كانت ستتاح مرة أخرى».
وفي السياق، سخر رئيس تحرير صحيفة «كيهان» الإيرانية، حسين شريعتي مداري، من التهديدات الأميركية الأخيرة لطهران، مؤكداً أن الحرب في حال اندلاعها لن تكون محصورة داخل حدود إيران، ومحذّراً من سقوط أنظمة عربية عديدة.
وقال شريعتي مداري، في مقابلة نادرة أجرتها معه وكالة «فرانس برس»، «إن تقويمنا هو أن الولايات المتحدة لن تهاجم (إيران). ليس بسبب (الرئيس الأميركي جورج) بوش بل لأنه ما زال هناك في الولايات المتحدة بعض العقلاء الذين سيمنعون بوش من الإقدام على ذلك».
وأضاف «إننا نسيطر كلياً على الوضع في الشرق الأوسط وفي العراق»، مضيفاً إن «أداء حزب الله في الحرب مع إسرائيل (صيف 2006) كان إنجازاً كبيراً من جانب الثورة الإسلامية». وتابع «لقد حدّدنا مواقع المصالح الأميركية من حولنا بحيث لا تكون الحرب محصورة داخل حدودنا فحسب. إن إسرائيل بكاملها وجميع القواعد الأميركية في مرمى صواريخنا»، محذّراً من أن «شعوب المنطقة تشكّك في العديد من قادتها»، ومتوقعاً أن «تسقط هذه الحكومات في الكويت والأردن ومصر وخصوصاً في السعودية».
إلى ذلك، أصدر المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية السيد علي خامنئي قراراً عيَّن بموجبه العميد محمد حسين زاده حجازي رئيساً لأركان قوات الحرس الثوري الإسلامي، حسبما أفادت وكاله «مهر» للأنباء.
(ا ف ب، اب، مهر، يو بي آي،
رويترز، ا ف ب)